مناورات الشركات للتوظيف

ثمة فرق كبير بين الرغبة في الحصول على راتب أعلى والرغبة في " استحقاق " راتب أعلى .

فالكثير من البشر يحصل على راتب لا يستحقه فرغبته الأولى تحققت لكن "الاستحقاق" يصعب الحصول عليه.

قليل من العاملين يأتي بأفكار جديدة لتعزيز موقعه في المنشأة وإثبات تعذّر الاستغناء عنه لأن أداءه جيد وأفكاره خلاقة وهو أداة من أدوات الإنتاج .

وأحسنت بعض الشركات المناورة حتى لا نقول الخداع بأن دفعتْ بإعلانها في الصحف العربية التي تصدر في الخارج أو الصحافة المحلية الناطقة بالإنجليزية، تقول تلك الدعوات وبالإنجليزية " للسعوديين فقط " ويعطي الإعلان سردا طويلا لمهام الوظيفة وواجباتها ومزاياها .

ويوصلهم الإعلان إلى مبتغاهم عندما يأتي دعاة السعودة بتهم قلة اليد العاملة السعودية، فترد الشركة بأننا أعلنا الوظائف ولم يتقدم أحد.!

أحسدهم على تلك السذاجة.. ! .

وهم يحسبون الناس لا يعلمون بمحاولتهم القفز على الأنظمة والوطنية وأخلاق علم الإعلان .

ورأيي أن ثمة جفاء بين هيكليات القطاع الخاص ومسألة الإحلال أو التوطين أو السعودة .

وبغض النظر عن التحاليل القائلة بالنظرة الاقتصادية ونظرة التكلفة القليلة للعامل غير السعودي، فإن هناك نظرات الوطنية والنّبْل والأخذ بيد الوطني، وكلها مهملة في نظر البعض، وستظل تلك الثقوب تتسع حتى تظهر العورات الاجتماعية.

شخصيا أقول إننا لابد أن تسمو كلمة الوطنية على كلمة الجدوى ويكفي جدلا إذا قلنا أن النقود التي يصرفها القطاع الخاص للوطني تدخل ضمن الدورة الاقتصادية في بلادنا .

والذي تصعب استساغته أن أكثر المراكز القيادية في الشركات تذهب إلى غير العرب.

بقلم: عبدالعزيز المحمد الذكير - الرياض