المفسدون المصلحون!

أصبح من السهل أن تنتقد الهلال وتسخر منه، فالمجال مفتوح على مصراعيه لكل من هب ودب! ولا هناك عمل على الأرض يخرس كل لسان!

ليست مصيبة أن تخسر بطولة، أو تُهزم في منافسة، المصيبة أن تخسر هيبتك وكرامتك، حينها لن تفوز، وإن فزت لن يكون لفوزك مذاق!

الهلال لم يخسر المنافسة هذا الموسم، فالمنصات لا تزال تحن لخطواته بطلاً عليها، ولن تغفر المنصات لعام 2015 إن لم يهنأ به بطلاً عليها!

خسارة الهلال هذا الموسم، هي فقدان الثقة في الأطراف كافة، فلا أحد يصدق الآخر، ولا أحد يحترم الآخر! الجميع يمارس عناده.

بين الهلال وجماهيره قصة عشق لن تفسدها إدارة، ولن يمزقها مدرب، ولن تستسلم لتخاذل لاعبين، فجمهور الهلال الآن في أقصى حالات صبره، ولا يريد أن يعيش ضياعاً عاشته جماهير أندية أخرى..!

قد يملك الكبار المال، لكن المال يروح ويأتي، وفي المقابل الهلال يحتاج إلى ملكات الحب الصادق، واليقين الثابت أنك في حضرة زعيم.

الهلال معطاء لكل أحد، فمن يخدمه يتصدر المشهد، ومن يتطاول عليه تتسابق عليه المنابر المهترئة لتفرح به، وتفتح له الفضاء ليقول كل شيء!

لذا وجب على الهلال وأهله أن يميزوا الحق من الباطل، وما أكثر من أراد للهلال حقاً، وأمره كله باطل، فالهلال لا يموت ولا يمرض، لكنه يُضيق عليه وتحجب الرؤية عنه.

وسهل أن يخرج الهلال من أزمات يفتعلها من يكرهه، ولكن كيف السبيل إلى الخروج من مستنقع صنعه من يؤتمن على الهلال، ويدعي حبه؟

نقلاً عن جريدة " الحياة"