ما لثمن!

أتساءل كثيراً، ما الذي يُجبر البعض على تحمّل السخافات والاتهامات، ويصر على البقاء في منصبه الرياضي؟ لا بد من أن هناك شيئاً يستحق كل هذا الصبر، والحياة تحت كل هذا الضغط!

رئيس لجنة الحكام عمر المهنا، ما الذي يجعله يعيش في أتون ما بعده طوال الموسم الرياضي؟ يُغضب الكل ويحاول أن يُرضي الكل! يخذله حكامه ويتلقى تعليمات لا يستطيع البوح بها، ويكون أحياناً مجرد واجهة فقط لتمشي القافلة.

هل يتسلم مرتباً خيالياً يجعله يغض الطرف، أم ينال امتيازات لا يجدها خارج منصبه؟ ما وكيف ولماذا. أسئلة تتكاثر وما من إجابة.

القائد سامي الجابر، منذ أول هدف له وهو محط سهامهم وكذبهم وافتراءاتهم، يزيدونه كيداً ويزيدهم أهدافاً، يفعلون كل شيء لإيقافه ويعود من الباب العالي ويصعد المنصات ويصل إلى العالمية. انتقدوه إدارياً وتحدثوا عنه بأنه يفسد البيت الهلالي، وغادره ليصنع حلمه، وعاد وهو يقول اجعلوني على خزائن الهلال إني لكم ناصح أمين.

وما إن تسلّم دفة التدريب حتى حاربه محبوه قبل أعدائه. إن فاز فهو بالحظ، وإن خسر فلأنه بلا تاريخ! وإن خذله لاعبوه فهو السبب، وإن تدخلت أطراف خارجية فهي السبب! وكأنهم يقولون الحرب عليك وليست على الهلال.

إشاعات واتهامات وتطاول، ومع ذلك مازال متماسكاً، وسيظل حتى يتوشح بالذهب عاجلاً أم آجلاً.

رئيس اتحاد القدم أحمد عيد أول رئيس مُنتخب، منذ أن تسلّم الاتحاد والكل يتهمه وينتقصه ويراه مجرد دمية، وأن لاشيء يمارسه باستقلالية وحرية، إن نجح فهو بالصدفة وبلا تخطيط، وإن خذله الكبار فهو لأنه يصمت ولا يقول الحقيقة كلها!

رئيس القناة الرياضية محمد باريان جاء ليحل، فتفرغ الكل لحبال المشانق له، له تاريخه وهم لهم أجندتهم، والأمر أكبر منه، ولكن ما كل شيء يقال، فيضطر إلى أن يمسك العصا من المنتصف، ويتفاجأ أن طرفيها هي مَن توجعه ضرباً، وغيرهم كثير.

ويظل السؤال، هل روح المسؤولية والتحدي والواجب مَن تجعله يتحمل، أم أن هناك حسابات أخرى لا علم لنا بها ولا ناقة لنا فيها ولا جمل؟

 نقلاً عن "الحياة"