فيلم سيئ!

دائماً يأتي في خاطري أن ما يحدث في رياضتنا هو فيلم سينمائي.. واللاعبون فيه مجرد ممثلين يلقنون حواراً ينطقون به هنا وهناك.. ويظهرون هنا ويختفون هناك!

فجأة نجد أحدهم نجم شباك، وفجأة نجده مجرد كومبارس!

ولآن معه ريالاً نجده ينتج فيلماً ويختار أبطاله ويفرضهم علينا دهراً ونتعذب بسببهم، ولا أحد يهتم بنا!

وسطنا الرياضي لا يمت للبراءة ولا للموضوعية بصلة، كل يوم هناك حدث ومفاجأة وضحك على الذقون.. والضحية مجتمع متأزم لعبت فيه هذه الأفلام، والأبطال مثيرو الفتنة يعيشون في أمن وأمان ورغد عيش وعز ومكانة!

ما زال صوت تلك المرأة في أحد البرامج الإذاعية يرن في أذني وهي تصرخ خوفوا الله في أولادنا يتذابحون بسببكم.. وأنتم ضحك وصهللة وكأن شيئاً لم يحصل.

متى سنستيقظ من هذا الفيلم المقيت؟ ومتى ستعود لنا براءتنا وصدقيتنا ونستعيد تلك الحياة البسيطة؟

مللنا أرقام المال الفلكية والسيارات التي ما عدنا نعرف اسمها من لونها، ومللنا السماسرة ووكلاء اللاعبين، ومللنا الشلل والسهرات والمؤامرات والخيانات والتخوينات!

الجمهور هو من يدفع الثمن، وهو من يصدق كباره ويدافع عنهم، وهو من يصدم بتصرفات الكبار الصغيرة ويجعله في حيرة، كيف يخونه من دافع عنه ويسلم نفسه للخصوم في جنح الظلام؟ لنستيقظ في النهار ونكتشف أن كل شيء فيلم!

أعطوني حدثاً رياضياً حدث في رياضتناً أخيراً اتفقنا عليه؟

للأسف لم ينجح حدث.. ولن ينجح!

أصبحنا في آخر السلم وما زلنا نصر على إخراج أفلام المقاولات وأفلام أبو ريالين التي أفسدت كل شيء!

رجل الرياضة الأول الأمير عبدالله بن مساعد بدأ يخرج للنور ويحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وللأسف يتفاجأ كل يوم بملفات وصفحات سوداء مكتوبة بسيناريو محبك وحوار مزعج وبإخراج متقن لإزهاق كل منتج رياضي عندنا!

كادت أن تتحول دورة الخليج لفضيحة لولا تدخله السريع واللحاق بالتنفس الصناعي، لإنعاش الدورة وإخراجها من أزمتها!

التركة ثقيلة لكن الآمال كبيرة في انتفاضة ترمي كل هؤلاء المخربين خارج المجرة وليس خارج الكرة، بحاجة إلى قوي جبار يضرب بيد من حديد، لكي لا تخرج الدكاكين الموبوءة ولا تفتح المجالس المسمومة ولا تجتمع الفئات الضالة!

من لا يحترمنا لماذا نحترمه؟ ومن يريد هدماً لنشنقه أولاً!

فقدنا المتعة باللعبة وأصبحت متعتنا في الفضائح وفي من يهتك ستر أحدهم لنصلبه ونشهر به!

آن الأوان لأن نشق في الأرض أخدوداً نرمي في نيرانه كل من أراد بنا فتنة وأراد بنا سوءاً، الأمر طال واستفحل، ويبشر بخروج عن السيطرة، حينها سنندم كثيراً ولات حين مندم!

نقلاً عن صحيفة " الحياة"