رأي (رباط صليبي!)

 الإصابات هي أكثر شيء يدمر مستقبل اللاعب في مشواره الرياضي، بل وتجبره أحياناً على كتابة السطر الأخير في مشواره الرياضي.

الفترة الأخيرة فجع الوسط الرياضي بإصابة أكثر من لاعب بالرباط الصليبي، وكان لإصابة الكابتن ياسر القحطاني الأثر الأكبر نظراً إلى تاريخ اللاعب، وللحب الذي يكنه الكثيرون له..!

مهاجم مانشستر ستي الأرجنتيني من رأى دموعه بعد إصابته في ركبته عرف أي شيء تفعله الإصابة بصاحبها، وكم ستهدده وتفرض عليه خيارات صعبة..!

ياسر القحطاني كان الإيمان بالقضاء والقدر سلاحه الأقوى وعزيمة له بأن يتجاوز محنته ويعود ليأسر القلوب والشباك معاً، وكانت إصابته لوحة بيضاء في وسطنا الرياضي إذ سارع الجميع للتخفيف عنه، وتقديم المبادرات التي تخبركم هو «معدننا أصيل» على رغم كل التعصب والتنافسية في موسمنا المحموم بكل شيء..!

«وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم».. ولعل في مصاب ياسر ما يسمح بعودة كثير من الصفاء والنقاء إلى وسطنا المتأزم من لا شيء، ومن كل شيء..!

كثرة الإصابات في لاعبينا يستلزم درس الوضع والخروج بتوصيات، تحفظ لنا لاعبينا من الإصابات المختلفة كافة، التي حرمتنا من إبداع وإمتاع ما كان ليكون لولاهم..!

ونحن نرى «الرباط الصليبي» وما يفعله بلاعبينا وحرمانه لهم من ركض هنا، وفرح هناك، وإنجاز يكونون الطرف الأجمل فيه، فنتمنى لو هذا «الرباط الصليبي» يصيب بعض برامجنا الرياضية، التي تنشر التعصب والإفساد الرياضي، لتنعم رياضتنا براحة من دونهم ولو لستة أشهر..!

نتمنى «الرباط الصليبي» لحبر بعض الأقلام في أعمدة الصحافة، وفي تغريدات المواقع التي حروفها سواد ومعانيها ظلمة وعناد..!

نتمنى «الرباط الصليبي» لتلك الأصوات النشاز التي تطل لتختلف فقط، وتفعل المستحيل ليكون الحق باطلاً ويصبح الباطل حقاً مشاعاً بين الناس..!

نتمنى «الرباط الصليبي» لفكر بعض الإدارات في الأندية التي جعلت من الأندية مملكة خاصة لا تسمح فيها بتنوع واختلاف، وتفرض عقماً في كل شيء، وتكتب الموت البطيء والسريع في جنبات رياضات النادي المختلفة..!

نتمنى «الرباط الصليبي» لاتحادات ابتلينا بها جعلت اللعبة تتأخر عن المنصات، وجعلت لاعبيها يتذمرون ويغادرونها بسرعة..!

نتمنى «الرباط الصليبي» لكل فكر يهدم، ولكل جماعة تفرق، ولكل قرار يظلم، ولكل مسؤولية مضيعة، ولكل انتماء يضلل، ولكل تعصب أحمق..!

نقلاً عن صحيفة " الحياة"