الهلال و «كورونا»

عودنا أن الهلاليين محبون دائماً، ولا يمارسون ثقافة الكراهية أبداً، وينأون بأنفسهم عن المؤامرات والمهاترات، ويدعونها لغيرهم ويتفرغون هم للبطولات..! ولأجل ذلك سبق الهلال غيره بمراحل، ومن ينتمي إليه يعيش توازناً نفسياً يكفل له حياة هانئة..!

لكن هذا الموسم، أصيب الهلال وبعض من ينتمي إليه بفايروسات أصابته في مقتل، جعلته كمصابي كورونا، فايروس ينتقل لا تعرف من أين، وكل يخاف منه ولا يراه، ولا يعترف بأن هناك خطراً منه!

فجأة.. أصبح كل عمل في الهلال يرى وكأنه بمثابة هدم ونسف لكل التاريخ الهلالي، فمجيء سامي جريمة في حق الهلال، وطاقمه التدريبي شغل سمسرة من سامي وضحك منه على جيوب النادي، 

واللاعبون الأجانب ليسوا سوى مقالب ولا يضيفون للفريق، والتعاقدات الشتوية تمت من دون رؤية فنية، ومباريات الهلال لا مستوى ولا خطط إنما هي فزعات وبركات دعوات فقط..!

ورئيس الهلال باع النادي للجميع وجعل الكل يتطاول ونسي الفريق في أوج حاجته له، وجلس في دبي وترك الرياض وما فيها وجلس للسياحة والمتعة.. والكل تمنى لو كان غيره رئيساً للهلال فتمنوا البلطان وقدحاته، وتمنوا محمد بن فيصل وصولاته وو.. إلخ.

فعلوا كل شيء لينسق ماجد المرشدي، وعندما برز مع الشباب خرجوا ليلوموا سامي لماذا فرّط فيه ولماذا أجبره على الرحيل؟!

وفوز الهلال ببطولة الأولمبي لا فرح بها، لكن خسارة الشباب والناشئين جريمة لا تغتفر..!

المشكلة أن هؤلاء يدّعون حب الهلال والاهتمام بأمره.. حب لا يمت للحب بصلة، حب تسكنه أمراض وأوهام..!

الهلال منذ عرفناه، تميّز بأن مشكلاته لا تخرج على السطح، وأن ما يثار عنه يتم تداوله داخل البيت الهلالي وليس خارجه، لكن «تويتر» جاء واستطاع فعل كل شيء بالهلال وقوّض كل انتصاراته وإنجازاته.

الهلال على شرفات الحلم الآسيوي، لذا ليس من المستحسن الحديث عن شيء إلا بعد انتهاء الموسم، وحينها وكعادة العقل الهلالي يجتمع مع النبض الهلالي ليضخا في الجسد كل شيء جميل يليق بالزعيم وأهله.

الهلال يا سادة ثقافة فرح ومنهج حياة، لذا حرص الطابور الخامس أن يقوض هذا كله ويسمح بالكورونا أن يتفشى في الجسد الهلالي ليبدو متعباً.

والحمد لله أن الجسد الهلالي لا تزال به جينات ابن سعيد وعبدالله بن سعد، وروح النعيمة والثنيان بالقرب منه، وإخلاص محبيه ومشجعيه حصن حصين له.

سيصعد الهلال إلى نهائيات آسيا بإذن الله، وحينها سيعرف الكل أن «كوروناهم» اختارت جسداً لا يستجيب لها أبداً. 

نقلاً عن "الحياة"