الاتفاق.. يحتاج إلينا

قبل أعوام هبط فريق القادسية وكان يستحق الهبوط، فخرجت لنا لجنة الانضباط بقرار غريب على الكرة العالمية، وتدخلت فيه النيات والتوقعات، وتم إنقاذ الفريق القدساوي من الهبوط واستبداله بفريق الوحدة! ودخلت كرتنا بعدها في حيص بيص، وما من سبب مقنع، وما زالت تلك الحادثة وصمة عار في دوريات كرتنا.

في الأمس القريب، هبط الاتفاق في الرمق الأخير من مباراته مع الأهلي، ولا أظن أن أحداً من محبي الأهلي ندم على فوز مثل فوزهم على الاتفاق، وأتوقع أن الحكم كان بوده لو وجد سبباً - ولو بأقل القليل - لإلغاء الهدف! لست هنا أفضّل فريقاً أن يهبط على حساب فريق، ولكن نحن أمام حدث ليس بالسهل.

فمن كان يصدق أن نادياً بحجم الاتفاق يهبط، ذلك النادي الذي صنع أجمل مدرب وطني، وكان يلعب من دون محترفين أجانب ويحقق البطولات داخلياً وخارجياً، ذلك الفريق الذي حقق أول بطولة خارجية، وأول فريق يحقق بطولة الدوري بلا هزيمة!

يفترض أن تتدخل جهات عليا لنصرة الاتفاق، حتى لو كان ذلك خروجاً عن النص، وما أكثر الخروج عن النص هذا الموسم بالذات! فهو الاتفاق الذي اتفق على حبه الجميع، وحزن لأجله الجميع. الكرت الأبيض تدخّل لإلغاء إيقاف الكابتن محمد نور ذات يوم، والموازنات فُتحت لإنقاذ نادي الاتحاد من الإفلاس، والدعم اللوجستي فاز به فريق هنا وفريق هنا لسد رمق، والبحث عن لحظة فرح ولو بالغصب!
ونحن لنا فترة نردد: هل سيُزاد عدد فرق الدوري أم لا؟ وهذا الموسم سيكون هبوط الاتفاق سبباً مقنعاً لزيادتها والحفاظ عليه بقرار يعيد له توازنه ويرتب بيته فيه من جديد.

ولكي ننصف نادي الوحدة المظلوم من قبل ومن بعد، تقام مباراة بينه وفريق النهضة ذهاباً وإياباً، لأنه احتل المركز الثالث في «ركاء»، والفائز منهما يصعد والخاسر يغادر.

هبوط الاتفاق يستحق أن تغيّر لأجله القوانين والأعراف الرياضية عندنا. يستحق الدفع الخماسي والوثب السباعي والحسابات العشرية وتدخل الثمانية الكبار. ولا أظن أحداً سيخرج ويعترض، لأن الحب للاتفاق يشمل الصغير قبل الكبير. وسنذكر لدوري «جميل» هذا الموسم أنه انتصر للضعيف والمتكالبة ظروفه بدلاً من الانتصار لآخرين منحوا كل شيء وهم في غنى عن كل شيء!
رياضتنا جسد واحد، والاتفاق عضو مهم فيها، فلا بد من أن نتداعى كلنا لنعيده معززاً مكرماً، فهو فارس الدهناء، والدهناء جغرافيا لا بد من أن نصنع تاريخاً أجمل لها.

نقلاً عن "الحياة"