ماذا سنخسر من قيادة المرأة؟

سنخسر الكثير في حال قادت المرأة السيارة وأولى تلك الخسائر لن يكون لدينا موضوع هامشي يستمر معنا لعقود قادمة نثير حوله الجدل والاحتقان، وسيخف الاستقطاب بين المتشددين والليبراليين نتيجة لوعي المجتمع للخيارات الأكثر ملاءمة له ، كما لن يكون لدى موظفي القطاع العام مبرر (فرصة للتزويغ) تحت ذريعة إحضار الأبناء من المدارس أو طوارئ المستشفيات وبالتالي عمل وإنتاجية أكبر!.

إننا سنخسر الكثير الكثير من قيادة المرأة ومن تلك الخسائر أيضاً مغادرة نصف مليون سائق خاص من البلد ، وتلبية احتياجات الأسر التي ليس بها عائل أو بها رب أسرة طاعن في السن ويضطر للقيادة لتلبية احتياجات الأسرة تحت مخاوف قيادة متنوعة ، كما أن نصف المجتمع المُعطِل للنصف الآخر المعطَل سيكون قادراً على تلبية إحتياجاته الضرورية دون استجداء.

سنخسر الكثير الكثير من قيادة المرأة ومن تلك الخسائر انخفاض الجرائم الناجمة عن السائقين الوافدين والتي تتسبب للأسر في معاناة متنوعة وتهدر وقت الأمن في قضايا جنائية على حساب قضايا أمنية أهم من تلك التي يتسبب بها السائق الأجنبي.

سنخسر من قيادة المرأة استمرار الحديث عن الشباب وكأنهم وحوش بشرية ومبرر للمجتمع أن لا يعيش حياة طبيعية وننسى أن نقول أن استمرار الحديث بذات الشكل عنهم هي إهانة للمجتمع بأسره فهو حصاد تربيتهم وأن مناهج التعليم الديني لم تحقق النتائج المرجوة (في حال كانوا بذات السوء الذي يصور عنهم).

سنخسر الكثير الكثير من قيادة المرأة ومن تلك الخسائر خسارة المليارات التي تدفع في أجور للسائقين ومكاتب الاستقدام، كما سنخسر عرابي مكاتب الاستقدام ذوي النفوذ (الواسطات) القادرين على تأمين سائقين.

سنخسر كذلك العمالة التي امتهنت نقل المعلمات والطالبات للجامعات والمدارس داخل المدن وخارجها بشكل غير نظامي كون بعض الأسر ليس لديها قدرة لتأمين سائق أو أن هذا النوع من السائقين أقل تكلفة وبالتالي قيادة المرأة ستخسر تلك العمالة غير النظامية من مزاولة أنشطة غير مرخصة.

هذا جزء محدود من خسائر قيادة المرأة للسيارة أما الفوائد الناجمة عن القيادة فلا أعتقد أن أحداً يجهلها.