تمويل المشروعات عبر الإنترنت

التمويل الجماعي (crowdfunding) هو البديل الأرجح والأفضل لمشروعات الشباب الواعدة عبر الانترنت، وهو قطاع في نمو مستمر من عام لآخر، وفكرته الرئيسية تتمثل في عرض مشروع عبر بعض المواقع المتخصصة مع فيديو قصير يوضح طبيعة المشروع ومبلغ التمويل المطلوب وبعض التفاصيل الأخرى التي تقنع المشاهد بأهمية التمويل.

يتراوح حجم المشروعات التي يتم تمويلها من مئات الدولارات وحتى ملايين الدولارات وفي مختلف المجالات ابتداء من الانتاج التقني كتطبيقات الهواتف المحمولة وبرامج الحواسيب مروراً بإنتاج الأفلام والأزياء والمشروعات الثقافية والغذائية وغيرهما.

والسؤال ما الذي يجعل من هذا النمط من التمويل يحظى بمستقبل واعد؟

البنوك بطبيعة الحال لن تمول الكثير من المشروعات الريادية لأنها محفوفة بمخاطر عالية فيصعب تقييم قدرتها على النجاح، وكذلك هو الواقع بالنسبة لصناديق التمويل الجريئة وإن كان النمط الثاني غير منتشر في العالم العربي، وفي مجتمعنا اليوم نجد بوضوح تام غزارة الأفكار الابداعية وقلة منافذ التمويل كونها مشروعات غير مألوفة وبخاصة مشروعات الشباب التي يتم ترويجها من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والانستغرام تحديداً.

أهمية هذا النمط من التمويل هو تحقيقه لتطلعات أصحاب المشروعات المختلفة وبعض مثل هذه المواقع لا يلزم أصحاب المشروعات بدفع أرباح على الأموال التي يتم تمويل المشروع بها لاسيما وأنها في الغالب مبالغ تمويل صغيرة وهدف الممولين هو تقديم دعم للمشروعات الواعدة، والعبرة في تمويل المشروع تتمثل في جدية المشروع والفكرة التي تحظى بإعجاب أكبر شريحة ممكنة.

من أجمل المشروعات التي اطلعت عليها هو مشروع يقوده فريق عمل من الشباب الأميركي ويتمثل في إنتاج أكبر رجل آلي في العالم لمنافسة نظرائهم اليابانيين ، وآخر يتمثل في انتاج طابعة ثلاثية الأبعاد بحجم صغير، وثالث عبارة عن مشروع ساعات يحمل اسم مدينة عالمية وبأنواع وألوان مختلفة ومن ثم يقوم صاحب المشروع بالتواصل مع الممولين لإرسال ساعة حسب أذواقهم، وحصل المشروع على التمويل خلال أسبوع، وهذا يعني انه حصل على تمويل للمشروع وكذلك المبيعات قبل أن يبدأ الانتاج.

سيتطلب هذا النمط من التمويل دعما حكوميا يتمثل في مراجعة الأنظمة وسن التشريعات الملائمة لاسيما وأن مثل هذه المواقع تضمن عدم الانزلاق في محاذير قانونية أو جنائية أو حتى انتهاك لحقوق الملكية الفكرية عبر تحديد دقيق للمشروعات واستعادة مبالغ التمويل في حال مخالفة شروط اضافة المشروع عبر الموقع.

الانترنت هو بوابة العالم الجديدة للشرق والغرب، وكذلك للاستيراد والتصدير وقد يتيح خيارات ايجابية للشباب والمجتمع ومزيداً من فرص العمل والإنتاج والابداع بلغة العصر، وستكون العبرة بقدرة الشباب على الاستفادة من هذه الفرص.

* نقلاً عن صحيفة "الرياض"