للحالمين فقط

الحالمون هم القلائل الذي يرون المستقبل بشكل مختلف عن غيرهم، تختلط رؤيتهم بالطموح والعزيمة والرغبة الجامحة في جعل ما هو غير ممكن ليكون ممكناً، والأهم من كل ذلك هم في تحدٍّ كبير مع إرادتهم وطموحهم.

الحالمون لا يقفون عند قمة، وإنما يرونها محطة عبور لقمة أخرى لذلك هم مستمتعون بما ينجزونه، وأفكارهم عظيمة تليق بأرواحهم وشغفهم بالتميز، أما فكرهم فلا يتوافق مع التقليديين، فالصنف الأخير آمالهم محدودة وطموحاتهم متواضعة.

مدينة الحالمين ليست في إحدى ضواحي نيويورك أو سنغافورة أو كوريا الجنوبية، بل هي على أرض الحضارات التي آثارها شاهدة على منجزاتها لقرون وتستعد لدور حضاري جديد تعيدها للمساهمة في مسيرة الحضارة الإنسانية.

لفت انتباهي في نيوم أن مخطط المدينة لم يكن فقط بالاستفادة من الموقع الجغرافي لتكون بالقرب من الأسواق الاستهلاكية بل الاستفادة من الموقع الجغرافي المميز لتكون مورداً مهماً للإبداع والابتكار في العالم، فهي تقنياً لم تغفل الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد، ووسائل الإعلام الغامر الواقع الافتراضي والواقع المعزز وهي من التقنيات التي سيكون لها تأثير كبير على مستوى العالم، وفي نفس الوقت أحد مرتكزات المدينة هي الإنتاج الإعلامي، أي أنها في أقل الاحتمالات ستكون مثل هوليود تحوي استديوهات إنتاج عالمية وتستفيد من التضاريس الخلابة بالقرب من نيوم، وفي الغالب ستشهد تصوير عدد من الأفلام العالمية، أي أن نيوم ستكون من أهم أدوات تفعيل الدبلوماسية الثقافية السعودية لا سيما وأن الترفيه والثقافة ضمن مرتكزات المدينة وستحوي المدينة على أكبر حديقة في وسط المدينة في العالم فضلاً عن حديقة مائية ومعارض للفنون وهو ما يجعل المدينة من أهم مدن المستقبل.

نيوم هي لغة مال وأعمال وترفيه وإعلام حديثة في آن واحد، هي واجهة مستقبل سعودية مضيئة للعالم، مستفيدة من موقعها الجغرافي المميز بين ثلاث دول وبالقرب من نقطة التقاء قارات ثلاث والأهم من كل ذلك أنها لم تغفل المواطن السعودي ليكون محور التنمية والإبداع والابتكار في المدينة.

بقلم: عبدالله مغرم - الرياض