الأفلام مرآة الشعوب

في الأسبوع الماضي وجهت لي دعوة لحضور مهرجان سنكيولدا للأفلام في ملبورن والذي يعرض أفضل 100 فيلم قصير في أستراليا.

عقد المهرجان على مدى عشرة أيام، وكان التنظيم مميزاً حيث تم استقبال الحضور بفيلم قصير يطلب فيه رجال الأمن من اللصوص تسليم أنفسهم بشكل عاجل لبدء عرض الأفلام.

تنوعت الأفلام بين الساخرة والوثائقية والأفلام التي تناولت قضايا اجتماعية وعالمية، ومن بين الأفلام التي عرضت فيم رسوم متحركة (أنيميشن) رسمه طلاب التعليم العام في أستراليا تضامناً مع مأساة اللاجئين السوريين وآخر عربي كوميدي يحكي قصة عرب مقيمين في أوروبا.

كانت الصورة حاضرة، وكانت نافذة سريعة ومختصرة لمعاناة بعض شعوب العالم، وأداة تثقيفية سريعة بالشعب الأسترالي وبعض مظاهرهم الاجتماعية التي لا تكون عادة في أماكن عامة أو عبر شاشات التلفزيون وهو ما كان فرصة جيدة لمعرفة المجتمع.

يميز إنتاج الأفلام القصيرة أنها غير مكلفة مادية، فالتقنيات الحديثة خفضت تكاليف إنتاج الأفلام وأتاحت للهواة والمحترفين على حد سواء خوض غمار مثل هذه المهرجانات التي تصل جوائزها إلى 50 ألف دولار، وهي مكافأة مجزية مقارنة بتكلفة إنتاج الأفلام والأهم من كل ذلك استمتاع المنتجين بعرض أفلامهم في مثل هذه المهرجانات التي قد تكون نافذة لتمويل أفلام قادمة.

بعد مشاهد الأفلام التي عرضت في ليلة الافتتاح وحجم التأثير الكبير الذي حدث للحضور والصورة الذهنية التي نجحت بعض الأفلام في تثبيتها أو تغييرها في قوالب مختلفة بين الأفلام الكوميدية والجادة يتبادر سؤال: ماذا لو تم عرض أفلام قصيرة سعودية توضح حقيقة الشعب السعودي أو تسلط الضوء على واقع الشباب الذي لا يعرف عنهم العالم أي شيء أو توضح حقيقة الإرهاب التي يريد المتطرفون والإعلام الغربي إلصاقها بالعرب والمسلمين؟

حول العالم أكثر من 4 آلاف مهرجان أفلام ولو نجحنا في عرض فيلم وثائقي واحد في كل مهرجان حتما ستتغير الصورة النمطية عنا التي لم يكن لنا خيار في رسمها، وإنما عدم مشاركتنا في مثل هذه المهرجانات أضاعت علينا فرص ذهبية للتواصل مع أهم صناع الأفلام حول العالم.

بقلم: عبدالله مغرم - الرياض