صفقة البعارين

أخشى ما أخشاه أن نكون ضحية تسويق لإحدى الشركات المنتجة للجرعات الوقائية من فيروس «كورونا»، أخشى من «صفقة البعارين» وهبشة مبلغ مالي ثم يتسرب كورونا للمجهول كما حصل للقاح الوادي المتصدع وفيروس الخنازير وشبيهاتها من الصفقات الوهمية.

لن آخذكم بعيداً عن مساحة التفكير المتاحة، بل أساير أنا وأنتم النغمة الإعلامية التي فرضت السيطرة على عقولنا، وجعلتنا نقتنع بأن سبب هذا الفيروس «زرائب البعارين»، والله يستر لا يمرون على أحواش البقر، بالمنطق والعقل والمقاربة نشاهد رعاة البقر ورعاة الإبل يمترحون هنا وهناك، ولو كانت «البعارين» مصدراً حقيقياً لهذا المرض الغامض لكان الرعاة والباعة أول الضحايا، ولو كان تناول وجبة «الحاشي» سبباً محتملاً لانتشر المرض في الرياض والقصيم قبل جدة.

يقولون إن الخطر القادم من «البعارين»، ويقولون لا توجد شركة في العالم تحرص على إنتاج جرعات دوائية لأن النسبة الإنتاجية مع نسبة البيع لا تُغري أي شركة دوائية ولا أي مركز أبحاث عالمي، يعني أن الجرعات المرتقبة ستكون عربية الصنع والإنشاء والتصدير والبيع، وبمعنى أكثر وضوحاً الصفقة قد تتم شكلياً وتحت مسمى «صفقة البعارين»، وبعدها لن نسمع كلمة واحدة عن هذا المرض، فالموت قضاء وقدر، ومن لم يمُت بفيروس «كورونا» مات بفيروس الخنازير، ومن أخطاه قدر الفيروسات لن يخطيه قدر حرب الشوارع «السيارات» المترفة بقيادات لا تعرف معنى موت «بشر».

«صفقة البعارين» قد تُسكت النغمة الإعلامية الصاخبة، وقد توقف نزف الإشاعات، وقد تصحح بيانات وزارة الصحة، وقد تغلق الأبواب إلى حين، لكن الضبة والمفتاح بيد شركة قادمة، فترقبوا العرض والطلب ولا تسألوا عن مصير هذه وتلك.

نقلاً عن "الشرق"