استقالة وزير

مر علينا الأول من أبريل أمس مرور الكرام ولم نتوقف عنده لأن بعض وزرائنا الأفاضل وبعض المسؤولين جعلونا نعيش اليوم ذاته كل يوم، ومن أبريل إلى أبريل كلام ليل يمحوه النهار.

في أغلب دول العالم يترقبون الأول من شهر أبريل لصنع الحدث «الكذبة» للتسلية والاستفزاز والذكرى بينما عالمنا العربي يعج بصناعةٍ كهذه، بل يتفوق على الغرب في هذه الصناعة بالذات، وزير يصرح بإنشاء ألفي مركز صحي تشمل خارطة الوطن ووزير يقول امنحوني ألف يوم لكي آتي بما لم تأت به الأوائلُ، وآخر يقول طرقنا تتفوق على الطرق في الدول الغربية ووزير آخر يقول وبعظمة لسانه أمام مجلس الشورى ستكون أزمة المياه من قصص الماضي، ووزير يعد بتسليم السكن للمحتاجين بعد سبعة أشهر رغم أن بعض المناطق لم يتسلم فيها الأراضي ولا يوجد طوبة واحدة على أرض الواقع، هكذا هو أبريلنا، وهذا هو كلام الليل.

حاطب الليل يتفنن في جمع الخشاش ويأخذ أي شيء على علاته بسبب ظلامية الرؤية، وأبريل لدينا يمتد من حاطب الليل إلى نهاية تصريحات زوار المشاريع المتعثرة التي يقف على حافتها المسؤول ليؤكد لوسائل الإعلام اهتمام ولاة الأمر بالمشاريع وسير العمل فيها وكأنه يتنصل من مسؤولياته ويحاول إثبات أن المشاريع متعثرة.

لا نحتاج «أبريل» ولا تصريحات الوعود العرقوبية، نريد أداء عمليا مثاليا ومد مخططات ومشاريع الوزارات على قد اللحاف الذي تقدمه الدولة سنوياً أو استقالة «الوزير» ليريح ويستريح.. متى يستقيل الوزير من منصبه؟ ومن يفوز بصولجان الأسبقية في هذا القرار الحيوي المفصلي؟

نقلاً عن "الشرق"