تبرير الهزائم المرفوض

يسألني الصديق الدكتور المحاضر الجامعي "......."، الذي بات لا يحرص إلا على متابعة المنتخبات السعودية، وبعيد جداً عن متابعة فرق الأندية السعودية، إلا عندما تمثل المملكة خارجياً: لماذا يتسابق "الكثير" منكم كإعلاميين ومحللين على تبرير الهزائم التي تلحق بالفرق والمنتخبات السعودية؟، وكما لو كانت السعودية من دول "الظل" كروياً على المستوى القاري. 

وهي التي شاركت أنديةً، وبجميع فئات المنتخبات في البطولات العالمية بعدما تفوقت قارياً، بدليل أن المنتخب السعودي تأهل إلى نهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية، وفي الأولى منها عبر للدور ثُمن النهائي، وعلى مستوى بطولات الأندية القارية ما زال الرقم القياسي بعدد البطولات مسجلاً باسم فريق الهلال السعودي.

قلت له: اسمح لي، لأن الشرح أطول من أن أستعرضه على عُجالة هـُنا في مناسبة اجتماعية في القصيم، أن أُجيبُكَ في مقالة الأحد، فوافق بوعدٍ مني عهد بحضرةِ شهود.

 أولاً: أشكرك أيها الأكاديمي الحريص على سمعة بلاده الرياضية، دون ترفع يتصنعه "البعض" من المثقفين. كما أشكرك على عدم التعميم، ولو قلت الكثير منا.

ثانياً: بصراحة لقد ابتليت الكرة السعودية بما نسميه احترافا (!!) وهو في واقع الأمر "انحراف خطير"، أفسد سلوكيات الكثير من الكرويين، بدلاً من أن يُصلح أبدانهم ويقويها، وينمي مواهبهم الفنية والبدنية، ويطور ثقافتهم التنافسية، ويوسع مداركهم الذهنية.

ثالثاً: المشكلة الأكبر أن الفكر الإداري الذي "اقتحم عالم الكرة المحترفة اقتحاما" فكر مادي بحت، في معظمه، يرى أن المال الوفير أهم بكثير من التخطيط الإداري طويل المدى، وهذا ما جعل بعضهم يبرئ ساحته الإدارية، ويرفع العتب عن اللاعبين، بتصريحه الشهير "الآسيوية صعبة قوية على كل الفرق السعودية"، وبهذه العقلية الإدارية، ومثلها في إدارة المنتخبات لن ننتظر عودة سعودية قوية لتحقيق البطولات القارية.

رابعاً: وليس أخيراً، لكنني سأتوقف عنده لضيق المساحة، المؤسف حقاً أن المجتمع الرياضي لم يعد فيه "القائد" الفذ كالفقيد فيصل بن فهد- رحمه الله- القادر، بعد الله، على ضبط وربط خيوط التنافس، بعيداً عن تعصب الإعلام، أو سُلطة هذا، وتسلط ذاك! ممن همهم ناديهم ولو سقطت كل منتخبات الوطن. ومن هنا سنبدأ مقالة إلحاقية قريباً.

نقلاً عن "الاقتصادية"