حراس الفضيلة

حراس الفضيلة يتربعون على الكراسي الوثيرة في القنوات الفضائية محدثين ومنظرين «ووسع من طريقهم» بينما حراس الأبواب والأسواق والمنشآت يتذوقون الجوع ثلاث وجبات في اليوم وينتظرون الراتب الغائب منذ عدة أشهر.

قد لا أبالغ إذا قلت إن معاناة أي شخص في المجتمع تأتي من خلال تجاهلنا لضعفائنا ونحن نعلم تماما أننا لن نحصل على وثيقة «الرحمة» إلا بضعفائنا ونعلم تماما جزاء من ينام وهو شبعان وجاره جائع ونعلم أن التكافل يبدأ من ديننا القويم وينتهي ببلاد أطهر بقاع الدنيا.

حراس الفضيلة يتزينون ويتجولون في قنواتنا الفضائية ويوزعون غمزهم ولمزهم في كل الاتجاهات، ويدسون السم في عسل التنظير ولم أسمع واحدا منهم يتحدث عن «حراس الفقر والجوع» لم أسمع برنامجا واحدا يتناول مشكلة هذه الشركات التي تأكل حقوق عمال يقومون بالحراسة ولا يحصلون على حقوقهم.

حراس المنشآت يتضرعون الجوع والذل، وحراس الفضيلة يتجولون في فنادق الخمسة نجوم، حراس الفقر المدقع، ينامون جياعا وحراس الفضيلة يعانون من تخمة الولائم… حراس الشركات يبحثون عن رغيف الخبز لهم ولأسرهم بينما حراس الفضيلة يساومون على الظهور الفضائي ويتحدثون عن الفاضي والمليان بنفس الكأس الذي تجاوزناه منذ سنوات.

رواتب العمال والحراس تتأخر عدة أشهر وهذه قضية مجتمع يجب أن يتناولها كل إعلامي نزيه ويجب أن نضع هذه القضية في صدارة قائمة الأولويات الاجتماعية فقد لا يصدق أحد إذا قلت إن الرواتب ضئيلة للغاية ورغم هذا لا تصرف في موعدها بل تتأخر عدة أشهر.

ننتظر «حراس الفضيلة» لعلهم يتناولون أهم وأخطر قضية اجتماعية بدلا من الغمز واللمز الذي يوغر الصدور وينمي الكراهية والعدائية!


نقلاً عن "الشرق"