مفهوم النجاح : كيف ينظر إليه أهل الشهرة
يقول الكاتب (أندريه جيد)إذا رغب المرء في اكتشاف أراض جديدة، فعليه أن يوطن نفسه أنه سيحرم من رؤية الشط لفترة طويلة للغاية حتى يبلغ مراده. إن النجاح كلمة نسبية في معناها، فأحيانا يقاس النجاح بحجم الثروة، أو بالمكانة، أو بمدى احترام الآخرين للإنجاز.. أما الناجحون أنفسهم فمشغولون للغاية لدرجة أنهم لا يقرون بحجم إنجازاتهم. وقد اخترنا عدة نماذج لأشخاص ناجحين في مجالاتهم لنتعرف على رؤاهم وفلسفتهم التي قد تشكل نبراسا للآخرين نحو تحقيق النجاح. فرد ديلوكا: قصة كفاح طويلة منذ الصغر، كان يحلم بأن يصبح طبيبا بيد أن محل السندوتشات الذي كان يوفر نفقات تعليمه كان قدره أيضا. ففي السابعة عشرة من العمر افتتح أول محلاته سندوتشات بيت البحرية السوبر وذلك برأس مال قدره ألف دولار أمريكي، اقترضها من أحد أصدقاء العائلة. وقد استطاع بعد ذلك إكمال دراسته التعليمية على مدى ست سنوات ليحصل على درجة البكالوريوس في علم النفس. يقول ديلوكا: بمقدور أي امرئ أن يحدد له هدفا أو غاية يأمل في تحقيقها، لكن المثابرة فقط هي التي ستسهم في تحقيق هذا الهدف بنجاح. من المهم للغاية أن تعرف أنك ستواجه عقبات وصعوبات ولكن يجب أن تتحلى بالصبر وتواصل العمل بجد إلى أن تتحقق غايتك وتنال هدفك. ولأن ديلوكا كان يتطلع للأمام دائما، فقد أصبح يمتلك مائتي محل بحلول عام 1982م، فقد أصبح لديه أكثر من 12500 متجر ومحل في أكثر من خمسين دولة. وهكذا استطاعت إنجازات ديلوكا على مدى الثلاثين عاما الماضية أن تضعه على قمة شركة تفخر بتحقيق مبيعات سنوية تتجاوز ثلاثة بلايين دولار أمريكي. شارون . ج هداري: تشغل دكتورة شارون ج هداري منصب المدير التنفيذي لمؤسسة النساء المالكات للأعمال التجارية، ومركزها واشنطون د. سي، ومهمة هذه المؤسسة جمع وتنظيم ونشر المعلومات عن النساء أصحاب الأعمال ونوعية مؤسساتهن. أما نجاح دكتورة شارون فليس مبعثه العمل الجاد فقط، ولكن سعيها للمعرفة طول الوقت، حيث تقول عن نفسها: كنت أتهم نفسي بالغباء وذلك لأسعى لمعرفة ما عجزت عن فعله أو تحقيقه. وقد تميزت دكتورة هداري بالإبداع، ولم تشك كثيرا كغيرها من التحامل والتمييز ضدها كامرأة. وعلى الرغم من أن بعض الناس كانوا يذكرونها بأنها امرأة وأنها لن تتمتع بأي مصداقية في عملها، إلا أنها لم تكن تبالي وهي ترتقي سلم النجاح مرة بسهولة وأخرى بمنتهى الصعوبة. تقول د. هدارى إذا ارتكبت خطأ فلا تتصور أن هذه هي نهاية العالم.. المهم حاول أن تتعرف على هذا الخطأ وضع تصورا للتغلب عليه والمضي قدما للأمام، ولا تتخبط وتتعثر حول الخطأ طول الوقت. أما نصيحة د. هداري للنساء فهي: افهمن قيمكن، وأسلوبكن الشخصي الخاص بكن وابنين على أساسه مستقبلكن، لا تحاولن أن تتصرفن مثل الآخرين ولا تحاولن التقليد لمجرد أن هذا هو التعريف التقليدي للنجاح. روبرت . ل. جونسون: رئيس مؤسسة بيت هولدنجس انكوربورشن التي تشرف على أربع محطات تليفزيونية كبرى عبر اشتراك الكابل، ومركزها واشنطون د. سي، بالإضافة إلى مصالح أخرى للشركة خارج هذا المجال. أما فلسفة جونسون في تحقيق النجاح فبسيطة جدا يجب أن يخطط المرء لمسيرته، ويعتبر التضحية جزءا هاما من الصفقة الناجحة بالإضافة إلى بناء علاقات جيدة؛ لأن هذا أمر ضروري للغاية، والأهم من ذلك كله أن يعرف المرء القيمة التي يسعى لتحقيقها. وجونسون رجل ركز في أهدافه وحققها وأحرز نجاحا. ويقول جونسون إن الطريقة الوحيدة لتحقيق النجاح أن تضعه في منظورك وفكرك. فالمرء يحصل على النجاح لأنه يعمل بمنتهى الجد، ولذلك عليه أن يعامل نجاح الآخرين بنفس الاحترام لأنه خلاصة عمل جاد أيضا. والنجاح بالنسبة لجونسون يتعدى الجنس واللون، فهو قضية شخصية بالنسبة له ترجع لراحة البال والسعادة بالنفس والثقة في ما يحاول الإنسان إنجازه لأسرته، وللتمتع بحياة مفيدة. باربا راكولنز: تعمل باربارا كولنز مديرة حسابات لمؤسسة دراك بيم مورن في فيلادفيا. وقد عملت قبل ذلك في صناعة التأمين لـ15 عاما، لكنها تعرضت لأزمة في عملها نتيجة تحجيم دورها الوظيفي مما اضطرها إلى الوقوف مع النفس وتحليل ذاتها وقدراتها التي تتمتع بها. ولم يكن يشغل بال باربارا أن تكون في محل القيادة، فالمهم أن ينجح المرء في المكان الذي يوجد فيه، خصوصا أن لكل موقع أهدافا قصيرة الأجل وأهدافا بعيدة الأجل. وترى باربارا أنه حتى لو لم يحقق المرء أهدافه البعيدة، فسيتمكن على الأقل من التعرف على ما يحاول تحقيقه وكل خطوة ستقربه من الخطوة التالية للنجاح.أما النصيحة التي تقدمها باربارا من خلال قصة حياتها العملية فتلخصها قائلة إن فقدان الوظيفة التي كنت أشغلها كان بمنزلة دعوة إلى الاستيقاظ، فقد دفعني إلى إعادة صياغة تفكيري بشأن أشياء كثيرة أهمها الولاء، أما أهم ما يتعلمه الناس من تجربتي فهو فهم معنى التوازن وكيفية الاجتهاد من أجل تحقيقه وهذا الأمر يتأتى من الفهم الجيد للديناميكية أو آلية التعامل القائمة بين الموظف وصاحب العمل. وتختم كولنز قولها: لكي تصبح شخصا ناجحا فمن الضروري للغاية أن تفهم احتياجاتك وخياراتك. فإذا أصبح لدى الناس فعلا شعور حقيقي بقيمة أنفسهم، فسيستطيعون تحقيق ما ينفعهم عند انخراطهم في العمل. توني دي سايو: حذار أن يسمعك توني دي سايو تقول حياة المرء العملية تنتهي عند سن الخمسين. فقد كان دي سايو يشغل منصب نائب رئيس شركة ميل بوكسز ومقرها سان دايجو، وفجأة وجد نفسه مضطرا إلى البحث عن عمل حينما تم الاستغناء عنه، وكان عليه أن يجد عملا يتناسب مع احتياجاته ومتطلباته. وعثر على محل يؤجر صناديق بريد للناس الذين لم يستطيعوا الحصول على صناديق خاصة بهم لدى مكتب البريد. وعلى الفور شرع دي سايو في المشروع عازما إضافة خدمات أخرى مستغلا خبرته في هذا العمل، التي تناهز الثلاثين عاما. يقول دي سايو: استطعت تحديد الأهداف المرغوبة ووضعت خطة لتحقيقها وهو الأمر الذي أشك أنني كنت قادرا عليه حينما كنت في العشرين من العمر . وقد تحقق لدى سايو هدفه وأصبح يمتلك عملا تجاريا ضخما ومميزا. أما الدرس الذي تعلمه دي سايو وينقله إلينا فمفاده ليس هناك طريق سهل أو بلا ألم للنجاح.. يجب أن يكون لديك خطة، ورؤية، ويجب أن تكون لديك الثقة في أن تلك الخطة ستأخذك إلى حيث ما تتمنى وتأمل. إن تجربة دي سايو بعد الخمسين تعني أن الشخص الناجح ليس من يسعى لاحتلال قمة الهرم، ولكن هو ذلك الشخص الذي يستطيع أن يبدأ عملا جديدا مستغلا في ذلك ما لديه من خبرة كافية وحسن استعداد. ديفيد ديتز:أحد رجال الأعمال العاملين في مجال الكمبيوتر. صاحب شركة (ملتي لوجيك) ومقرها مينوبوليس، وقد بدأت أعمالها منذ عام وتبلغ المبيعات المقدرة لعام 1999 ما قيمته 21 مليون دولار أمريكي. ويدعو (ديتز) من يدخل في مجال العمل التجاري إلى ضرورة التهيؤ والاستعداد لمواجهة كوارث ومصائب محدودة. ويرى ديتز أن أفضل أسباب النجاح يتمثل في التجربة والخبرة التي تحصل عليها من شركات أخرى. ويذكرنا ديتز بأن الناس دائما تقرأ عن الأشخاص الناجحين لكنها لم تسمع كيف فشل هؤلاء أحيانا على طول مسيرة كفاحهم. بيرنيس كانر: كاتبة شهيرة، صاحبة عمود صحفي أسبوعي بمجلة نيويورك، علاوة على مقالاتها اليومية بصحيفة نيويورك ديلي نيوز، بالإضافة إلى تأليفها لكتابين وثالث في الطريق. وتعمل كانر حاليا بصحيفة بلومبرج بيزنس نيوز وتعبر لنا عن إعجابها بالناس الذين يعرفون على وجه التحديد ما يريدون، وتضيف قائلة أحب ما أفعله دائما وأتوق لمعرفة ما سأفعله غدا. وبناء على ذلك تنصحنا كانر قائلة: عليكم أن تحبوا ما تفعلونه، لتتولد لديكم الطاقة اللازمة لتنفيذه. دينيس جورجنسن: يشغل منصب المدير التنفيذي الأعلى لاتحاد التسويق الأمريكي، وعمل في شركة سوفت وير العالمية، وجال بلدان العالم المختلفة أثناء توليه مسؤولياته المختلفة.ونصيحة دينيس جورجنسن للمختصين والمحترفين بسيطة ولكنها قيمة ومفادها: عليكم أن تفهموا المجالات الأخرى ذات العلاقة بعملكم وذلك لتكونوا أكثر فعالية وتأثيرا في وظائفكم، وتحتلوا مكانة رفيعة وقيمة لدى العاملين لديكم.