كانت المؤتمرات الطبية الأمريكية هي المعضلة لدى الكثير من الأطباء والزملاء العاملين بالقطاع الطبي. ولكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها من إجراءات هستيرية تجاه زوار الولايات المتحدة الأمريكة وبالذات أصحاب السحنة العربية قد قلبت المعادلة. فقد سار الركبان بأخبار وأهوال يشيب لها الولدان، فأحجم الكثير من الإخوان عن السفر إلى بلاد الأمريكان. وتسهيلا لمهمة الراغبين في السفر فإننا نتقدم بالاقتراحات التالية: - يعشق الأمريكان البيروقراطية والإكثار من الاستمارات والإقرارات ونحوها. ولذا نقترح أن نقوم نحن العرب ـ وعندنا من البيروقراطية ما عندنا ـ بمساعدة الأمريكان على تصميم استمارة موسعة يملؤها كل راغب في السفر إلى بلادهم، ويصدقها من جهة عمله، وهو ما يسهل عليه إجراءات الدخول بصورة معقولة. - ولأن الأمريكان يحبون إعطاء تسمية لاستماراتهم بدءا من استمارة الآي توينتي (I 20) التي يملؤها كل طالب راغب في الدراسة داخل الولايات المتحدة، فإننا نقترح تسمية هذه الاستمارة P-9-11-CF وهي اختصار لجملة طويلة Post 11 September Clearance Form أو بالعربي استمارة إخلاء طرف لما بعد الحادي عشر من سبتمبر. أما فقرات هذه الاستمارة فإنها ستشتمل على بنود عديدة منها ما يلي: - أقر أنا الموقع أدناه بأنني أستخدم سائل السكر المعقود والذي يسميه الأمريكان سيرب (Syrup) ونسميه نحن العرب قطر أو شيرة بدلا من العسل لأنه ثبت لدي أن العسل أصبح من مواد الدمار الشامل، يستخدمه الإرهابيون في تهريب الممنوعات. - أقر أنا الموقع أدناه بأنني توقفت كليا عن تعاطي القهوة لأنها شراب إرهابي. فالقهوة تصنع من البن، والبن بالضم يشبه البن بالكسر، المقطع الأول من كنية كبير الإرهابيين المطلوب حيا أو ميتا. - وأقر أنا الموقع أدناه أنني متجاوب لأبعد الحدود مع الرغبة الأمريكية السامية في تطوير مناهجنا التعليمية البالية. ولذا فإنني عندما أدرس لأبنائي مادة الكيمياء أقول لهم: المواد تنقسم إلى حامض وغير حامض، وأتحاشى ذكر كلمة قاعدة لتشابهها مع القاعدة المنظمة الإرهابية التي هي على قلوب الأمريكان قاعدة. - وأقر أنا الموقع أدناه أنني قد توقفت وللأبد عن استخدام مسحوق البودرة سواء في الحلاقة أو للأطفال؛ ليس لأنها تشبه البودرة المخدرة، وإنما لأنها تشبه بودرة الجمرة الخبيثة التي كدرت صفوكم وأغلقت مكاتب شيوخكم. - وأقر أنا الموقع أدناه أنني مستخدم بريء لشبكة الإنترنت لا يزور مواقع البرونو (المواقع الإباحية) لأنه ثبت لدي ومن مصدر موثوق (الصحافة الأمريكية) أن هذه المواقع كانت قناة الاتصال بين منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر. - وأقر أنا الموقع أدناه بأنني أنوي شراء هدايا لأطفالي قبل عودتي من بلادكم، وأتعهد بأن لا يكون من بين هذه الألعاب طائرات مروحية أو ورقية أو ألعاب نارية أو كتب تعليم طيران يمكن أن يستفيد منها أو يتعلم منها أو تكون زادا في أي عملية مستقبلية. وهنا تدخل أحد الزملاء مقترحا أن هذه الاستمارة ستحل مشكلة الدخول إلى بلاد الأمريكان، ولكن الإقامة ليس لها حل، فإذا كنت ملتحيا فأنت إرهابي ظاهر، وإذا كنت حليقا فأنت إرهابي مستتر، وإذا كنت مقيما لديهم فأنت إرهابي نائم. أما إذا كنت ضيفا عليهم فأنت إرهابي زائر، وإن كنت ميسور الحال فأنت إرهابي ممول. أما إذا كنت فقيرا فأنت إرهابي مجند. الحل يا صديقي هو أن تنظم مؤتمرات قوية تهتم بالتعليم أكثر من الوجاهة، وتهدف إلى تنوير الحاضرين أكثر من اهتمامها بتحقيق مكاسب إعلامية.. ساعتئذ تقل كثيرا الحاجة إلى السفر إلى بلاد الأمريكان!