جامعات لتطوير العاملين داخل البيـت..!

عندما نسمع عن وجود جامعة تابعة لشركة ينصرف تفكيرنا إلى شركة كبيرة تسعى إلى تشكيل موظفيها من الرجال والنساء فيما يشبه نماذج مستنسخة لما تريده الشركة. لكن الأمر ليس كذلك، إذ إن هناك عددا متزايدا من المؤسسات النامية بدأ يقيم جامعاته الخاصة على شكل برامج تعزيز مهارات مستمرة تعتمد على المصادر الداخلية والخارجية لتدريب الموظفين الجدد، وتحديث معلومات الموظفين القدامى والمخضرمين بالمستجدات في بيئة العمل التي تتغير بسرعة. ويضيف (لوري باسي) نائب رئيس الأبحاث في الجمعية الأمريكية للتدريب والتنمية بأن هذا الأمر أصبح ضرورة استراتيجية للشركات. وهناك سببان على الأقل لذلك، الأول: أن الموظفين الآن أصبحوا على وعي بأن التدريب ضروري لمستقبلهم وهم يختارون العمل الذي يتيح لهم فرص التعليم. والثاني: أن مديري الشركات بدأوا يدركون أن تقديم كمية من المعلومات الجديدة، مع السرعة التي تتدفق بها هذه المعلومات على ساحة العمل، يجعل التعليم من خلال التعود البطيء أكثر صعوبة. والشركات التي أنشأت جامعات داخلية حققت عدة مكاسب منها: تحسين التوظيف: يقول أحد مسؤولي شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة أن شركته الاستشارية تستخدم التدريب كعامل جذب رئيس للمستخدمين الجدد. ويضيف هذا المسؤول: احتجنا لمرفق تدريب وتعليم جيد لكي نكون قادرين على المنافسة. ولهذه الغاية، أنشأت الشركة جامعة كورتيك قبل عامين، وتقدم الجامعة دورات تدريب قصيرة لمساعدة الموظفين على إتقان المهارات الفنية ومهارات التعامل الشخصي، مثل الإدارة النوعية وبناء الفرق. والبرنامج الذي يعتمد على مدربي موظفين بالإضافة لأساتذة من جامعة بنسلفانيا الحكومية وجامعة (دركسيل) أصبح الآن من شروط الالتحاق بالشركة. زيادة العائدات: يقول أحد المسؤولين في الشركة نفسها إنها صرفت نحو 4.500 دولار على تدريب كل موظف في العام، لكن هذه الأموال لم تذهب سدى فالموظفون يمكنهم استخدام التدريب الذي تقدمه الشركة ليحصلوا على شهادات رسمية معتمدة مثلا في إدارة المشروعات أو هندسة الكمبيوتر. ويطلب من كل موظف حضور دورات تدريب فنية وكورسات مهارات دقيقة ترتبط بعمل الشركة. فمثلا دورة إدارة المشروعات ترتبط مباشرة بأهداف النوعية التي تتوخاها الشركة. وإذا كانت جامعة كورتيك تبدو كنوع من الترف، فإن الشركة استخدمت المنهج لإنشاء معهد كورتيك، وهو مؤسسة تدريب منفصلة تجارية تقدم دورات للمشاركين من عامة الناس، وبصفة خاصة لضباط المعلومات ومديري تقنية المعلومات. وقد حقق المعهد عائدات بلغت 325.000 دولار حتى الآن ويتوقع القائمون عليه زيادة كبيرة في العائدات هذا العام.