عندما تعمل الشركات على تطوير الذات

تحلقنا حوله وشعرنا بالزهو والفخر ونحن نتحدث معه ونتبادل أطراف الود، فقليل ما تجمع بين الموظفين ومديريهم أحاديث ودية خارج نطاق العمل ربما لانشغال المديرين أو لتقصيرنا. كان ذلك اللقاء مع مديرنا خارج مكان المكتب وداخل زمان العمل في إحدى مناسبات الشركة العديدة التي تتيح للموظفين اللقاء وإعطاء ما لديهم من ولاء وإخلاص للمكان الذي يحقق لهم الفخر والاعتزاز بالانتساب إليه.. بدأ مديرنا بشكره لموظفيه لما يقدمونه من أعمال تستحق الشكر. وكان لذلك وقع عظيم في نفوس الموظفين. فجميل جدا أن تشكر المجد، ولكن الأجمل منه أن تقوم بذلك الشكر والمشكور مازال يمارس عمله المشكور عليه. ثم أخذ يتحدث لنا عن تجاربه في تنظيم الوقت والتعامل مع الأمور وتكييف الأحداث.. وكان تركيزه على كيفية تطوير الذات، خصوصا أننا في بداية مرحلة التخصيص، فذكر لنا وجهة نظر لأحد أساتذة علم الاجتماع في أمريكا، أو ربما أنها نظرية ولتكن كما هي. وليسمح لي أن أنقلها ليستفيد منها من أراد الفائدة. قال:( إن هناك أربع مناطق في حياة الشخص وهي: -1 منطقة يعرفها الشخص ويعرفها الآخرون. -2 منطقة يعرفها الشخص ولا يعرفها الآخرون. -3 منطقة لا يعرفها الشخص ويعرفها الآخرون. -4 منطقة لا يعرفها الشخص ولا يعرفها الآخرون) . والنقطة الرابعة هي الأهم في هذا المقال، وعندما يعرفها أي شخص فإنه يسمى بالمخترع أو المكتشف، وهي المجهول الذي يبحث عنه العقلاء ليستفيد منه كل عاقل. وكم من الأشياء التي تقوم عليها حياتنا اليوم كانت مجهولة ومهمة إلى أن أتى العقلاء واكتشفوها ونعم بها كل العالم دون استثناء. قد يسأل شخص: ما أهمية هذا لموظف الشركة؟ الإجابة هي أننا في وقت أحوج ما نكون فيه إلى الإبداع وإلى العمل الجاد وإلى السعي نحو الكمال، وذلك عن طريق المتاح وعن طريق غير المتاح من الأساليب المجهولة المساعدة على تطوير العمل. وقبل أن يتحقق ذلك يجب السعي إلى تطوير الذات وتطوير قدرات العمل لدى كل موظف، وألا ينتظر أن يأتي من يطوره، وإنما يجب الركض وبسرعة هذا الزمن لتحقيق تطوير ذاتك عزيزي. ولا أظن أن الشركة قد ادخرت جهدا لتطوير الموظف ولم يبق سوى دورك عزيزي.