مشكلة الغضب في مواقع العمل
مشاعر الغضب في أماكن العمل قد لا تكون واضحة بشكلها التقليدي، وكثير من المديرين قد يعتقدون أن التعبير عن الغضب يعني الصراخ والشتم. وبما أنهم لايرون ذلك في المكاتب وأماكن العمل الأخرى في مؤسستهم، فإنهم يفترضون أن الظاهرة غير موجودة في أوساط مرؤوسيهم. لكن جولي إيرلاند كتبت تقريرا نشرته ذي ماندجرز إنتلجنس ريبورت الأمريكية يشير إلى أن مظاهر الغضب في مواقع العمل قد تأخذ أشكالا أخرى مثل حدة المزاج والغياب عن العمل، والافتقار إلى روح الفريق وفقدان الحافز وضعف الإنتاجية وروح المرح، وزيادة اللامبالاة والسلوك العدواني السلبي وتفشي النميمة وعدم التركيز والشعور العام بالتعاسة. وتقول إيرلاند المستشارة والمحاضرة التي نظمت العديد من ورش التدريب إن كل هذه المظاهر سببها الغضب وأن أيا منها يمكن أن يكلف المؤسسة أو الشركة انخفاضا في الإنتاجية. وترى إيرلاند أن معالجة ظاهرة الغضب في أماكن العمل تتطلب خطوتين أساسيتين: الأولى الاعتراف بوجود المشكلة والثانية فتح حوار بين الإدارة والعاملين، فدون اتصال في الاتجاهين سيظل العاملون يشعرون بالسخط لأن الإدارة تمنعهم من التعبير عن أفكارهم واحتياجاتهم. وأفضل علاج للظاهرة هو الاستماع، إذ يجب أن يشعر الموظفون أن الإدارة تستمع إليهم. وأماكن العمل التي تفتقر إلى مناخ الثقة بين الإدارة والأفراد تكون أرضا خصبة لازدهار ظاهرة الغضب والسخط. ولا يكفي فقط فتح حوار مع الموظفين، بل يجب أن يتبع ذلك عمل ملموس، مثل توجيه خطاب شكر وإشاعة نوع من المرح في مكان العمل ومساعدة من يخطئ على معالجة الخطأ دون تقريع أو توبيخ.