جزيرة العرب كما لم تعرفوها

لن أقول قال أبي رغم توقي لأحاديثه التي يزينها الشعر ولأشعاره التوثيقية.

ولن أقول قال الجاسر وابن خميس وابن جنيدل وابن بليهد رحمهم الله رغم أنهم مبدعون فيما سطروا برغم شح المعلومة حينها.

سأتجاوز ذلك إلى ماسطره بروفيسور ويلن وجفري روز ومايكل بتراجليا وهم من أشهر أساتذة حقبة ماقبل التاريخ والتطور البشري. يقولون بأن الجزيرة العربية لم تكن قاحلة بل كانت عبارة عن مروجٍ وأنهار وبحيرات عذبة. وكان لجزيرة العرب دور كبير في هجرة واستيطان إنسان ماقبل التاريخ قبل مئات الآلاف من السنين بعد هجرته من أفريقيا.

وفي هذا المجال برعت هيئة السياحة والآثار من خلال برامج استكشاف علمية متكاملة التخصصات سينتج عنها ماسيجعل كثيراً من المناطق في الجزيرة تدرج ضمن الإرث العالمي لأهميتها. وقد أثنى بروفيسور بتراجليا على برامج الهيئة وقال "الآن يمكننا القول إن جزيرة العرب لعبت دوراً في تطور البشرية كان مهملاً من قبل المهتمين فيما مضى".

ويضيف بروفيسور الاستيطان القديم في جامعة أكسفورد إننا نعيد تشكيل ماعرفناه عن حقبة ماقبل التاريخ من اكتشافاتنا في جزيرة العرب.

ومن الاكتشافات التي تحدث عنها موقع "المندفن" الواقع بين عسير وطويق والربع الخالي. يبدو المندفن للعين غير الخبيرة مجرد كثبان من الرمال تذروها الرياح إلا أن الاستكشافات أثبتت أنها كانت بحيرة عذبة عظيمة.

ومن المواقع كذلك جبل أم سنمان في صحراء النفود الواقع على سواحل ماكان قبل 12000 سنة بحيرة عذبة قطرها عشرين كيلومترا وفيه من الأدوات الصخرية الشيء الكثير.

وأضاف بتراجليا: ولهذا فالجزيرة العربية لا تعتبر قفر آثار مجدبا بل هي مختبر جميل متميز لدراسة التغيرات الثقافية والسكانية المتعلقة بالتغير المناخي في سالف الزمن. بينما كنت في السعودية تسنى لي زيارة أربعة مواقع كان من ضمنها الدوادمي التي تعج بالعدد الحجرية السليمة التي استخدمها الإنسان القديم. آلاف منها متناثرة على امتداد كيلومترات مما يجعل الدوادمي من أكبر الأماكن في العالم التي تحتوي على العدد الحجرية التي استخدمها الإنسان القديم.

ويخلص بتراجليا إلى أن هناك 11 موقعاً في الجزيرة العربية تحت النظر لإضافتها إلى قائمة اليونيسكو للإرث العالمي.

بقلم: محمد ناهض القويز - الرياض