شركات الأدوية وفيروس سي

قبل عام استطاعت إحدى شركات الأدوية من الاستحواذ على الحصة الأكبر في سوق علاج الفيروس سي، واكتسب منتجها شهرة بين الناس لدرجة أن مرضى الفيروس سي يطلبونه بالاسم، مع العلم أنه قد لايكون الخيار الأول ولا الثاني.

ولكن وخلال السنة الفائتة أجيزت مجموعة كبيرة من الأدوية التي تقضي على فيروس سي بنسبة أكبر من ذي قبل، وقلصت من احتمالات رجوع الفيروس بشكل كبير، لدرجة أننا نتحدث عن الشفاء من فيروس سي.

للأسف كان هناك مبالغة كبيرة جدا من شركات الأدوية وبالذات من الشركة صاحبت العلاج الذي اشتهر بين الناس. لاتزال المبالغة بالسعر كبيرة جدا، ولكن الوضع اختلف عن ذي قبل. فالخيارات كثيرة جدا وستزداد. والعلاج المشهور لم يعد الخيار الأول ولا الثاني. بل إن الشركة ستستبدله خلال أشهر بمنتج جديد سينسي الناس ذلك العلاج.

مع الأدوية الجديدة وهي كثيرة هناك بعض الحالات يمكن علاجها لشهرين بدلا من ثلاثة. ولكن وبسبب إصرار ذات الشركة على أن تبقي السعر مرتفعا حاولت بقية الشركات أن تدخل بأسعار مرتفعة جدا كذلك.

وهنا يأتي دور المفاوض ودور هيئة الغذاء والدواء ودور وزارة الصحة:

أولا: العلاج المتكون من سفوفسبوفير ولديباسفير يمكن الاستغناء عنه تماما بأدوية لها نفس الفاعلية وتقل عنه بأربعين في المئة في السعر.

ثانيا: ذات الشركة المنتجة لديها منتج جديد عبارة عن سوفوسبوفير وفلبتاسفير سيكون بديلا للأول خلال أشهر، وليس من المنطق الاستمرار في شراء المنتج الأول مع وجود بدائل له وثبوت استبداله من الشركة المصنعة.

ثالثا: السوفوسبوفير موجود في السوق وبأسعار زهيدة من شركات أخرى مرخص لها بصناعته، ويمكن أن يعطى مع أدوية أفضل بكثير من لديباسفير. فقط يحتاج فسحا من هيئة الغذاء والدواء بعد التأكد من سلامة المنتج.

رابعا: وجود استشاريي كبد سعوديين متمكنين أتاح لهم تبني سياسات علاجية مبنية على البراهين، قد تسبق نظراءهم في الدول المتقدمة وحدث هذا فعلا في السابق. ولهذا فمن الأهمية النظر لفاعلية العلاج وتكلفته عند اختيار البرنامج العلاجي.

خامسا: عدم التسرع في وصف سوفوسبوفير/ لديباسفير لوجود بدائل أفضل وأقل سعرا.

سادسا: على شركات الأدوية أن تفهم أن الفترة التي كانت تلوي فيها أذرعتنا المؤلمة انتهت إلى غير رجعة، فالخيارات كثيرة جدا بل يمكن استخدام توليفة من مجموعة أدوية من عدة شركات وتقليص فترة العلاج إلى النصف تقريبا.

بقلم: د. محمد ناهض القويز - الرياض