أين الخلل؟

نحاول أن نبقى متفائلين رغم الظروف الصعبة ليقيننا أن هناك من يجتهد لتجاوز الأزمة الاقتصادية والظروف الإقليمية الصعبة وظروف الحرب. ولكن مجريات الأحداث تعيدنا لمربع الصفر دائماً.

لست أفهم ألا يجد مئاتٌ إن لم أقل آلافاً من السعوديين والسعوديات المؤهلين بشهادات عليا من جامعات محلية وعالمية مجالاً للمساهمة بواجبهم نحو الوطن رغم وجود عشرات الجامعات الناشئة الفقيرة أكاديمياً.

المصيبة أن الوظائف الأكاديمية في تلك الجامعات يشغلها مقيمون من بلاد عربية أقل تأهيلاً من أبنائنا وبناتنا. بل الأدهى والأمر أنه لايزال التعاقد يجري مع جنسيات عربية أقل تأهيلاً.

أُطلقت "الهاشتاقات" والاستنجادات في محاولة منهم للفت نظر المسؤولين إن لم يكونوا على علم بقضيتهم، ولكن يبدو أن هناك خللاً في مكان ما لأننا لم نر أي تحرك لحل القضية.

إذ لا يعقل أن يتم تجاهل تلك الأصوات في ظل التحول الوطني من دولة راعية إلى دولة أصبح المواطن فيها مشاركاً أساسياً بجزء كبير من دخله في محاولات استعادة التوازن الاقتصادي. حيث تضاعفت الفواتير عدة مرات كما تضاعفت تكاليف الحياة على المواطن العادي.

لقد أصبح من حق المواطن أن يحظى بحقه كاملاً من دون استجداء، وأن يطالب بمحاسبة المقصر. وليس من الممكن المطالبة بتوظيف الجميع ولكن المفاضلة يجب أن تتم على أساس المؤهل وليس الواسطة.

هذا على مستوى قضية واحدة سهلة الحل وبرغم ذلك لا يبدو أن هناك حلاً لها في القريب العاجل.

وبقدر أهمية حل تلك المشكلة يكون محاولة دراسة الأسباب التي أوجدتها. لأن تلك الأسباب هي التي ستؤخرنا وهي التي ستحول الحلم إلى كابوس كما أنها القذى الذي قد يصيب الرؤية بالرمد.

وكما قال الشاعر:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

والراصد للرأي العام يلحظ لغة التفاؤل في البداية حيث اعتقد الجميع أن الآلية التي تعتمدها الجهات المسؤولة اختلفت وأصبحت أكثر فاعلية ثم تحولت إلى لغة اليائس والاستجداء ومؤخراً بدأت لغة الإحباط والسخط.

يبقى سؤل مهم.. أين يكمن الخلل في حل مشكلة واحدة؟

بقلم: محمد ناهض القويز - الرياض