لا بديل عن القوة والحسم

قلت يوم أمس.. إن مباحثات الكويت مضيعة للوقت.. وان هدفها النهائي الذي حضر الحوثيون وصالح من أجله هو كسب المزيد من السيطرة على الأرض..

•• وأضيف إلى ذلك اليوم.. ان وفدي الحوثي وصالح لن يتركا السلطة حتى في ظل أي اتفاق سياسي يُفرض عليهما، وبالتالي فان مستقبل اليمن سوف لن يكون مطمئناً.. لا لليمنيين.. ولا لبقية الجيران ونحن في مقدمتهم.. وذلك ما لا يجب ان نسمح به رغم حرصنا الشديد على تحقيق السلام في اقرب وقت ممكن.. ايقافا لمجازر الحوثيين وصالح في مختلف أرجائه.

•• وحتى الحديث مبكراً عن تشكيل لجنة.. مخولة بمهمة استلام السلاح الذي نهبوه.. وتسلم مؤسسات الدولة له هو من باب الالتفاف على القرار الأممي الصريح تجاه اتمام هذه العملية بواسطة السلطة الشرعية المعترف بها دولياً.. وفي ذلك مرونة لا مبرر لها.. ولا ضرورة للإذعان لها في ظل غياب حسن نوايا الحوثيين وصالح وعدم جديتهم في التخلي عن السلطة والانسحاب من المدن.. واسترداد السلاح منهم بالكامل..

•• واذا ارادت الأمم المتحدة ان تعيد إلى اليمن استقراره فان عليها ان تحترم قرارها أولاً.. ولا تفرغه من مضمونه.. وإذا رفض الانقلابيون الإذعان له فإن عليها ان تتخذ بحقهم كافة الإجراءات القانونية التي يستحقونها.. حتى وان تطلب الامر تفعيل البند السابع من ميثاقها واستخدام القوة الرادعة ضدهم..

•• ذلك هو الواجب والمفروض الآن وبعد شهرين من النقاشات الجوفاء.. والمراوغة المستديمة.. مع استمرار القتل والتدمير لليمن واليمنيين.. وهو ما لا يجب السكوت عليه بعد اليوم..

•• ذلك جانب..

•• أما الجانب الآخر.. فإن على دول التحالف الا تقبل بما يخطط له الحوثيون وصالح وإيران من ورائهم بعد ان التزمت تجاه الشعب اليمني بحمايته وتأمين سلامة وطنه وايقاف نزيف الدم فيه.. وذلك بالاستمرار بدعم مواقف الشرعية.. وتخليص اليمن من الكوارث التي يقود الإنقلابيون اليمن إليها..

•• صحيح ان التسويات السياسية تتطلب تنازلات من نوع أو آخر.. لكن الأكثر صحة هو ان هذه التنازلات تقدم في حالة وجود رغبة صادقة في الحفاظ على اليمن مستقراً.. ومستقلاً.. وليس مركزاً جديداً من مراكز نشر الفوضى الإيرانية في جنوب الجزيرة العربية ومنطقة الخليج، وحلقة في سلسلة التحالفات الإيرانية البغيضة كما هي الحال في سورية ولبنان والعراق وفي غيرها حتى الآن..

•• وما يفعله الانقلابيون سواء داخل اليمن أو في الكويت يؤكد أنهم غير مستعدين لأي تسوية سياسية توقف مآسي اليمن.. وبالتالي فإن خيار الاستمرار في قتالهم بات ضروريا وبدعم كامل هذه المرة من الأمم المتحدة التي تملك حق فرض الإرادة الدولية على الخارجين على القانون الدولي دون تردد.. ولا حاجة – بعد اليوم – لمزيد من ضياع الوقت واستنزاف الطاقات حتى لا ينهار اليمن أكثر مما وصلت به الحال إليه حتى الآن.

ضمير مستتر:  عندما تفشل السياسة.. فإن الحل يصبح بيد القوة.. لحسم الأمور.. وإيقاف المآسي..

بقلم: هاشم عبده هاشم - الرياض