وماذا عن الشباب؟!

بعد أن ظل اسم "رعاية الشباب" اسماً على غير مسمى لسنوات طويلة.. أصبح الاسم الجديد هو "هيئة الرياضة" وذلك هو الصحيح.. والمفيد.. والأجدى.. للرياضة أولاً.. ثم للشباب ثانياً..

•• هو أجدى للرياضة.. في أن تصبح الهيئة أكثر قدرة على التحرك.. للصعود بالرياضة نحو الأعلى.. بالدخول في مسارات الخصخصة.. والتعامل معها كقطاع كبير العوائد إذا أدير بشكل صحيح.. ولا أقصد هنا العوائد المادية فقط وإنما أقصد العوائد المهنية.. والبدنية.. والفنية للرياضة كقطاع ثري وغني بقواه البشرية.. وبالمعارف التي تتحقق لمنسوبي الأندية من خلال الأكاديميات والخطط والبرامج والمشاركات المحلية والإقليمية والدولية.. بعيداً عن الحساسيات المفرطة من الدفع بهذا القطاع في هذا الاتجاه.. والارتقاء بالرياضة من المستوى المزري الذي وصلت إليه في ظل الفوضى العارمة التي تُدار بها الأندية وتتخبط فيها الرياضة.. وجاء الوقت الذي نصحح فيه مسارها بعد تجديد الثقة في الأمير عبدالله بن مساعد.. وهو جدير بذلك وقادر عليه..

•• أما بالنسبة للشباب.. فان التسمية.. تفتح الطريق أمام تفكير جاد وعملي في مرحلة قادمة.. تجاه الشباب بمعزل عن الصيغ الحالية.. والمبعثرة بين أكثر من وزارة.. وجهة.. ومصلحة.. وهيئة..

•• وعندما نتحدث عن الشباب.. وعن الحاجة إلى كيان واحد.. يُعنى بأمورهم.. وبكافة شؤونهم.. وينسق مع المؤسسات التعليمية والتربوية والثقافية والاجتماعية التي تتعامل معهم.. أو تهتم بشأن من شؤونهم.. بما في ذلك مؤسسات القطاع الخاص.. فإننا نقصد بذلك أهمية ضرورة مرجعية واحدة.. تتابع كافة الشؤون المتعلقة بهم.. وتذليل العقبات التي تعترض طريقهم.. وتفتح أبواب المستقبل الأجمل أمامهم.. فلا تصبح هناك مشكلة بطالة تحيط بهم.. ولا يتركون نهباً للمرجفين لتضليلهم وتسميم عقولهم والدفع بهم إلى مهاوي الشر وفقدان الأمل في الحياة الأجمل.. كما تعمل على تفجير مواهبهم وطاقاتهم بدل هذا الشتات من الهيئات والمؤسسات التي لا يجمعها هدف واحد.. ولا تنسق بينها غاية محددة مع كل أسف..

•• وعلينا أن نعترف.. بأن حالة اللا هوية.. وضعف الانتماء قد بدأت تظهر في الأفق في ظل الأحداث والتطورات التي تشهدها المنطقة والعالم.. كما أن الكثير من شبابنا بدأوا يتأثرون ببعض التيارت.. والأهواء.. وان بعضهم الآخر يحبذ البقاء في الدول التي تعلم فيها والعمل والاستيطان بها وربما التجنس بجنسيتها..

•• كما أن هناك – مع كل أسف – من بدأ يستجيب لبعض الحملات التي يتعرض لها.. ويؤثر في عقيدته.. ومساراته الثقافية التي توقفت به عند مرحلة معينة من النمو الفكري أو العمري نتيجة غياب المتابعة.. والاحتضان.. والتوجيه.. والاستثمار للطاقات الاستثمار الأمثل..

•• أقول هذا الكلام وأنا أعرف أن الهدف منه ليس فقط إقامة وزارة خاصة بالشباب.. وإنما هو الاستيعاب الأمثل للمشكلات والأخطار والتحديات التي تحيط بهم وتدعونا إلى التخطيط بوعي.. وشمول للعمل سريعاً على احتضان وتحصين أبنائنا قبل فوات الأوان.

بقلم: هاشم عبده هاشم - الرياض