رعب السفر.. كيف نوقفه؟

أحدث سقوط (3) طائرات يوم الخميس الماضي.. حالة «هلع» شديدة عند الناس بشكل غير مسبوق..

•• تلك الطائرات تتبع لكل من الخطوط المصرية.. وكانت متجهة من باريس إلى القاهرة وكان من بين ركابها إحدى المواطنات السعوديات.. وكذلك طائرة الشحن «الأذربيجانية» المتجهة من «باكو» إلى أفغانستان.. والثالثة هي القاذفة الأميركية التي سقطت في «جزيرة غوام» أثناء مهمة عسكرية..

•• وبصرف النظر عن الأسباب التي أدت إلى مقتل عدد من الركاب أو العاملين عليها.. سواء كانت أسباباً فنية.. أو عمليات إرهابية.. أو أعراضاً طارئة.. فإن المخاوف تثير قلق الناس كثيراً.. وتجعلهم في حالة رعب دائم.. كلما وجدوا أنفسهم مضطرين للسفر من بلد إلى آخر.. وربما من مدينة إلى مدينة أخرى داخل البلد الواحد..

•• والسؤال الآن هو:

•• ما مدى الجهد المبذول من قبل الأجهزة الحكومية المسؤولة عن المطارات.. وحركة التنقل الجوي لمنع المخاطر الناشئة عن اختراق الاحتياطات الأمنية التي تتخذها للحيلولة دون تسرب كل ما من شأنه تشكيل خطر على حياة الركاب..؟

•• وكذلك ما مدى دقة الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدول وشركات الطيران لمنع وقوع أي أعمال تخريبية من قبل بعض الركاب لأسباب أو لأخرى..؟

•• إن حالة الذعر التي أخذت في التمكن من مشاعر الناس عظيمة.. حتى ان كثيراً من المسافرين أخذوا يودعون أهلهم الوداع الأخير قبل صعود الطائرة، أي طائرة، أو حتى قبل التوجه إلى المطار.. أي مطار في العالم..؟!

•• وبصورة أكثر تحديداً..

•• هل هيئة الطيران.. أو مؤسسة الخطوط السعودية.. أو شركات النقل الجوي التابعة لها.. أو طيران ناس.. وكذلك الأجهزة المعنية بالتفتيش.. والمراقبة.. وتنظيف الطائرات.. وصيانتها على المستوى الذي يحمينا من تلك الأخطار..؟!

•• وهل إجراءاتنا.. بجميع مطاراتنا.. تحت السيطرة التامة.. وبأعلى درجات التأهب.. والحيطة.. والانتباه.. بحيث نضمن إن شاء الله تعالى مستويات عالية من الانضباط.. ومن ثم السلامة.. سواء لطائراتنا.. أو للطائرات الأجنبية التي تمر بمطاراتنا على مدى الساعة.. وتكون مشمولة بإجراءات السلامة القصوى؟!

•• أسئلة كثيرة.. أطرحها ليس من باب التشكك.. وإنما من باب الاطمئنان.. ورفع مستوى الجاهزية.. والدقة.. والمتابعة.. وحُسن الاختيار لكل العاملين بمطاراتنا.. ولا سيما العمالة الأجنبية التي نستعين بها في أعمال بسيطة.. لكنها في غاية الخطورة على السلامة العامة لحركة الطيران..

•• وكم أتمنى أن تحدث لدينا حالة استنفار شديدة.. ترافقها ترتيبات عالية المستوى.. ودائمة أيضاً.. وغير قابلة للاختراق..

•• كما أرجو أن تكون هناك ما يشبه غرف المراقبة المركزية لحركة الشحن.. والتحميل.. والتحرك بالمطارات.. والإركاب.. ليس فقط في المداخل المؤدية إلى صالات الانتظار.. أو الصعود إلى الطائرة.. وإنما في كل زاوية من زوايا المطارات بما في ذلك دورات المياه.. وغيرها.. والله المستعان.

•• ضمير مستتر:

•• (مهما كانت المتاعب المترتبة على إجراءات السفر المشددة.. فإن مقتضيات السلامة.. تدفع إلى المزيد من الطمأنينة والإحساس بالأمان..)..

بقلم: هاشم عبده هاشم - الرياض