مراسم وبروتوكول

يتصور الكثيرون أن مهمة من يعمل في المراسم والبروتوكول سهلة، ومن ممارستي ومشاهدتي لها في أكثر من مناسبة محلية ودولية أكاد أجزم أنها من أصعب المهام والوظائف ، فهذه المهمة تتطلب مواصفات خاصة وقدرات وامكانات في العاملين بهذا النوع من الأعمال ، بعضها يعتمد على العلم والخبرة والمعرفة بالمهام، والبعض الآخر يتطلب مواصفات شخصية ومهارات في الاتصال والتواصل مع الآخرين، مع المام تام بلغة الجسد والنظر والحركة.

ومن المهم كذلك توفر مهارة سرعة البديهة وحسن التصرف في المواقف المفاجئة والحرجة التي كثيرا ما تحدث وبمواقف عديدة. في غالب الدول من يعمل في البروتوكول والمراسم يتلقى تدريبا مكثفا في معاهد متخصصة قبل ممارسة العمل لكي لا يحدث اي مشاكل عند ممارسة مهام عمله.

وتصعب مهمة رجال المراسم والبروتوكول عندما تكون في مناسبات رسمية رفيعة المستوى، وبين دول مختلفة او شركات متعددة الجنسية، فالبروتوكولات والمراسم تتباين وتختلف من دولة لأخرى، وبالتالي التنسيق والتحضير الأولي مهم جداً لتفادي أي إشكالات قد تحدث.

ومن أصعب المواقف التي يواجهها رجال المراسم والبروتوكول التنسيق مع من يعمل بنفس المهمة من دولة أخرى، وإحدى مهام رجل المراسم ان يطلع ويتدرب على برتوكولات الدول الأخرى قبل التعامل معها.

يعاني العاملون في هذا المجال من ضغوط عملية ونفسية كثيرة بسبب مواجهتهم لمواقف لم تؤخذ في الحسبان، والسبب أن أي خطأ منهم غير مقبول، لذلك ولكي تنجح العملية البروتوكولية يجب أن يتم التحضير المسبق والمبكر لأي مناسبة، مع اجراء تجارب افتراضية للتأكد من وضوح تلك المهمة.

كثيراً ما يواجه رجل المراسم تغييرا مفاجئا في البروتوكول المعد مسبقاً، وبالتالي فمهمته أن يكون لديه خطة بديلة (ب) للتعامل مع الوضع بعد التغيير المفاجئ.

بقدر صعوبة هذه المهمة الا أنها تحقق سعادة كبيرة لمن يعمل بها بعد الانتهاء من أي مناسبة او مهمة وتكللها بالنجاح، وتزداد السعادة بالشكر والثناء الذي يتلقاه من يعمل بها من القائد والضيوف ومن يقدر عملهم.

بقلم: سلطان بن محمد المالك - الجزيرة