الإعلان السلبي والشهرة السلبية

أقصد بالإعلان السلبي هنا قيام بعض الشركات بمختلف تصنيفاتها بنشر إعلانات جديدة تصنف بأنها تخالف العرف والذوق العام وما اعتاد عليه الناس، فهي تستخدم رسائل إعلانية وكلمات غير مألوفة وفِي أحيان كثيرة غير مقبولة من فئات كثيرة في المجتمع. انتشرت هذه الإعلانات مؤخرا لدينا من بعض شركات الأطعمة والمطاعم وبعض شركات نقل الأجرة، وخرجت لنا إعلانات غريبة في رسالتها وكلماتها، سلبيتها ساعدت على انتشار تلك الإعلانات بشكل كبير وتناقلها الناس بسرعة، ويمكن أن نطلق عليها (الشهرة السلبية)، حيث تشتهر الشركة من خلال إعلان غريب وغير مقبول.

بعض الشركات التي مارست هذا النوع من الإعلانات أكدت أن مبيعاتها تضاعفت بسبب انتشار تلك الإعلانات، وقد يكون هذا صحيحاً، شخصياً أعتقد أن زيادة المبيعات هنا وقتية ولا تخدم الشركة، حيث إن كثيراً من الناس قد يهرب من الشركة لعدم ارتياحه من إعلاناتها. مثل هذه الشركات تخاطب فئات مستهدفة محددة من المجتمع وتحظى بقبولهم ولكنها بنفس الوقت تتجاهل الفئة الأكبر والأهم. ولو كنت في مكانهم لاستخدمت أسلوب البساطة والجاذبية في الإعلان دون الدخول في إعلانات الشهرة السلبية.

صناعة الإعلان تتطلب تواجد مواهب إبداعية خلاقة دائماً تمتلك مقدرات إبداعية في خلق الأفكار الجديدة غير المألوفة، ولدينا نماذج من شباب وشابات سعوديين أبدعوا في هذا المجال، ويتطلعون لمزيد من الثقة ومنحهم الفرص، إلا أن الخطأ الذي تقع فيه بعض الشركات باعتمادها على منتجي أفكار أجانب لا يفهمون البيئة المحلية وبالتالي يقع المحظور من خلال إنتاج إعلانات سلبية تأثيرها في الغالب يكون سلبياً على الشركة في الأمد البعيد.

أختم بالقول إن التغيير والإبداع مهم جداً في صناعة الإعلان وبنفس الوقت الحفاظ على الذوق العام والالتزام بإعلانات ذات طبيعة إيجابية هو من يدوم وهو من يخدم استمرار الشهرة الإيجابية للشركة.

بقلم: سلطان بن محمد المالك - الجزيرة