اختصر لو سمحت

تفشل كثير من الصفقات بسبب أن من قدم العرض البيعي أو التسويقي شخص غير جيد وكلامه كثير بدون فائدة، نفس الشيء يحدث عندما يذهب أحد الرؤساء التنفيذيين ويقدم عرضاً لمجلس إدارة الشركة ولا ينجح بإقناعهم بسبب عدم قدرته على إيصال فكرته خلال أول خمس دقائق من بدئه بالحديث، ويخسر كثير من المرشحين لوظائف الحصول عليها بسبب عدم مقدرتهم على تقديم أنفسهم بشكل مختصر.

الأمثلة كثيرة، وما أريد أن أركز عليه أن الاختصار في الحديث وعرض الأفكار مهم جداً لأي شخص وفي أي موقع.

إنّ الطريقة الوحيدة للنجاح والتعايش في مجال العمل والأعمال اليوم، هو أن تكون متحدثاً خفيفاً وفي حديثك مختصراً، فالمسؤولون الكبار والرؤساء ينتظرون منك احترام وتقدير وقتهم الثمين، وبالتالي عليك دوماً أن تجعل رسالتك واضحة ومباشرة ومختصرة، فالدخول في الموضوع المهم مباشرة وبدون مقدمات، والتركيز في طرح الفكرة، أمر مهم للغاية لكسب الموافقة والتأييد لما تريد.

ومن المهم عدم الخلط بين الإيجاز ونقص المعلومات المهمة، وبالتالي فاختيار وانتقاء المعلومة السليمة مهم جداً، والأهم هو طريقة عرضها بشكل إيجابي ومقنع، والاستفادة من كافة الوسائل والتقنيات الحديثة في إيصال الرسالة. والأهم من ذلك هو الاستعداد والقدرة على إيصال الرسائل المهمة والتي تحوي المعلومات المفيدة للمتلقي.

نحن نعيش حالياً في عصر تنهال علينا فيه المعلومات من كل حدب وصوب ، بالإضافة إلى أننا لا نملك سوى نافذة صغيرة جداً من الوقت لترك الانطباع الإيجابي ، أو تحقيق التأثير، وذلك دون أي هامش للخطأ ، ولذا ، فإنّ تأثير الإيجاز والاختصار مهم جداً، وعلى كل شخص أن يتدرّب عليه قدر الإمكان لتحقيق ما يريده.

* نقلاً عن صحيفة " الجزيرة"