شباب.. «حبوب منع الحمل»!

لا يمنعكم العنوان من الذهاب للأسفل فلم أجد بديلاً عنه وإن كان يشير في إطلالته الأولى لطرح هابط وفكرة مختلة ولست هنا في موقف العابث بالمستطيل المحبب أو الذهاب به لمربع ساخن ودوائر مغلقة، بل انطلقت برفقة العنوان الجبري للحقيقة التي أفصحت عن إقبال شباب سعوديين على حبوب منع الحمل لتحسين مظهرهم بالمقام الأول ولمآرب أخرى ليس هنا المجال المناسب لذكرها، وستظل مثل هذه الأخبار عالقة في زوايا الفضيحة ومزعجة للمستخفين بالتربية مع تقديري لأي هدف مأمول وتوقعي المسبق لسوء النتائج المصاحبة لتقليعة التناول الذكوري الجديد. سهولة التناول تستند إلى سهولة الصرف والتوزيع، لاسيما أن مجرد وضع يدك في جيبك واستخراج ما تيسر من الأوراق النقدية كفيل بوضع ما شئت من العلاجات في حضنك وتترك كيفية التناول وكمية التعاطي وفق الحال المزاجية وبحسب الوقت المحدد من المستخدم للوصول للرغبات المستترة والظاهرة.

أين الرأي الطبي عن هذا المشهد؟ وهل تتنازل الصيدليات المحلية قليلاً عن مسلسل استنزاف الجيوب وتفريغ كبسولاتها في أفواه المساكين والمراهقين الذين ضحك عليهم مجنون فأقنعهم بأن حبوب منع الحمل تحسن من هرمونات الذكورة وتعدل الملامح وتحسن الصوت، ونسي أن يقول لهم وفق ما بين يدي من معلومات بسيطة إنها مؤثرة في القدرة الإنجابية وتكوين العظام ونمو الشعر؟

قد يفكر الطب في إيجاد حبوب ذكورية تعطي الفعالية ذاتها التي تؤديها حبوب منع الحمل الأنثوية لترتيب وتنظيم النسل، خصوصاً أننا نتنافس في قدرة بعضنا على ضخ أكبر كمية من المواليد عبر ما نراه في الإطار الاجتماعي مصانع إنتاج مهيأة ومستعدة لتقديم الجديد.

195 ريالاً كحد أقصى تجلب للشاب هذه الحبوب التي تحوله في زمن بسيط لمسخ ذكوري، وجسد يقف على خط المنتصف من الذكورة والأنوثة، هذا الشاب ومن يشابهه في الاقتناع بالفكرة والمضي لطريق الشراء والاستخدام والإيمان بالأهداف والنتائج هم مرضى نفسيون بلا شك وبحاجة سريعة لعلاج يخرجهم من هذا المأزق الذي وقعوا فيه وأدمنوه وسيعضون يوماً مقبلاً أصابع الندم على الثانية الواحدة التي أضاعوها وهم يفتشون عمن يحيلهم من رجال كاملي الصفات إلى أنصاف رجال لا تتجاوز نظرة أحدهم أصابع قدميه.

أوقفوا هذه الحبوب واربطوا الحصول عليها بالمشافي والمراكز الصحية ومن خلال ملفات صريحة لنساء حوامل، ولنحاول عبر أكثر من منفذ شبابي إيصال خطورة الإقبال الشبابي المتهور عليها، ونعد العدة لعلاج سلوكي كي يعود مدمنوها للحال الطبيعية، وتبقى رسالتي الحادة لكل شاب من شباب بلدي استخدمها رغبة في طغيان هرمونه الأنثوي كالآتي: «في اللحظة التي انتظر فيها أهلك ومحبوك أن يكبر عقلك كنت حريصاً على فعل أي شيء من أجل تكبير صدرك».

نقلاً عن "الحياة"