ضياع ملايين البطولة العربية!!

رئفت بحال الحكم الدولي المصري إبراهيم نور الدين وهو يتلقى اللكمات من لاعبي وإداريي فريق الفيصلي الأردني في نهائي البطولة العربية، لم تفلح ما تبقت له من لياقة للنجاة من ملاحقة الهائجين بعد نهاية مباراة يفترض أن تكون ذكرى جميلة للحكم يحتفظ بالميدالية والكرة التي تحمل توقيع راعي الحفل الختامي؛ فإذا به يتعرض لضرب مبرح في سقوط أخلاقي ليس غريبا على التجمعات الرياضية العربية التي تقام تحت مظلة الاتحاد العربي منذ سنوات طويلة.

كانت الفرحة كبيرة بعودة مصر لاستضافة البطولات العربية، فهي مؤشر لعودة الاستقرار لهذا البلد العظيم، الذي تعد استضافته للبطولات خير عاكس لعودة السياحة والأمن والفرح، بطولة جميلة شارك فيها أندية كبيرة، استفادت جميعها دون استثناء، سوى حكم النهائي المغلوب على أمره.

قدم الفيصلي صورة رائعة للكرة الأردنية أداء وأخلاقا حتى وصل بجدارة ليوم الختام، وتحقيق وصافة البطل في محفل ضم الترجي التونسي والأهلي والزمالك المصريين والنصر والهلال نتيجة ممتازة، فلماذا أفسد بعض منسوبي الفيصلي ما حققوه، وخربوا كل الجهود المبذولة لإعادة البطولات العربية بصورة جديدة جاذبة ومحترمة؟!.

مهما بلغت أخطاء التحكيم لا يمكن قبول ردة الفعل الوحشية الهمجية تجاه حكم مباراة، أين التنافس الرياضي الشريف، وأين العمل على مساعدة المنظمين في الخروج ببطولة ناجحة هو هدف كل المشاركين؟!.

لو أقيمت هذه المباراة تحت أي مظلة رسمية خلاف الاتحاد العربي لكرة القدم لما تجرأ اللاعبون الثلاثة والإداري الهائج على ملاحقة نور الدين بتلك الصورة أمام الجماهير ورجال الأمن وكاميرات نقلت التفاصيل المحزنة في وقت تفرغ فيه نجوم الترجي للاحتفال باللقب.

اللجنة المنظمة لم تتخذ التدابير اللازمة لحماية طاقم التحكيم وإخراجهم من المنفلتين الذين لم يحكم تصرفاتهم مسؤولوهم بدليل مشاركة الإداري بأخذ نصيبه بتوجيه لكمه!!.

الاتحاد العربي يبحث عن نجاح بطولاته، ولن يتحقق ذلك إلا بضمان احترام الأندية ومنسوبيها لمثل هذه التجمعات، التواصل مع الاتحادات القارية والاتحاد الدولي مهم جداً، جميعهم يهدفون لرياضة نظيفة بعيدا عن المظلة التي تقام تحتها البطولات، واستضافة مصر بعد غياب إيجابي جدا لمستقبل التجمعات العربية على صعيد الأندية والمنتخبات، يبقى أمر احترام اللاعب والإداري لنفسه والآخرين، وقبوله بالخسارة كما يفرح بالفوز الأهم اليوم، ولن يتحقق ذلك سوى بضمان عقوبات نافذة تصنع الهيبة الحقيقية للاتحاد العربي، هذا الاتحاد خصص جوائز مالية كبيرة للفائزين فيها تباين كبير "2.5 مليون دولار للبطل و 600 ألف للوصيف" لا بد أن يعاد النظر في توزيعها وتسليمها كاملة باشتراط إنهاء البطولة دون الخروج عن النص.

بقلم: عبدالله الفرج - الرياض