أين هيبة الأندية الكبيرة؟!

بعد التعثرات التي تعرض لها متصدر الدوري السعودي ووصيفه (الهلال والنصر)، وابتعاد الأهلي، وانهيار الاتحاد، والظهور الضعيف أمام من كنا نصفها بالفرق الصغيرة، والإثارة التي شاركت فيها فرق كانت تكتفي بالصراع للنجاة من الهبوط، ولم يكن لديها أي طموح للحصول على نقاط أهل القمة، والتركيز فقط على مواجهات منافسيها في قاع الترتيب، أظن أن مربط الفرس تمثل في فارق الهيبة الذي تلاشى في ظل رفع عدد اللاعبين الأجانب إلى ثمانية، وأسهم الاختيار الجيد للأجانب في تقليص فارق الخبرة في الأفراد، إذ كانت الفرق الكبيرة في السابق تعج بالنجوم المحليين الدوليين المدعومين بأربعة أجانب، في مقابل منافسين يمثلهم لاعبون قليلو تجربة، وأجانب لا يمكن أن يصنعوا الفارق الواضح القادر على تقليص الفجوة.

شاهدنا تألق الباطن أمام الهلال وقدرته على مقارعة المتصدر حتى الرمق الأخير، وتعادل قبل ذلك مع الرائد والتعاون، شباكه استقبلت 21 هدفا في 19 مباراة.

شاهدنا كيف تفوق الفتح على الشباب، وخرج الاتحاديون سعيدين بنقطة التعاون، الذي هزم النصر، وعانى الأهلي كثيرا من هؤلاء قبل، حتى ابتعد عن المنافسة.

الأجانب الثمانية جعلوا من الهيبة التي تتغنى بها الأندية الجماهيرية شيئا من الماضي، عميد النوادي (الاتحاد) يقبع اليوم في المركز الـ15 قبل الأخير؛ لو حضرت هذه الظروف قبل هذا الموسم فأظن أنه قد يتجاوزها بسهولة.

وبغض النظر عن سلبيات تأثيره في المنتخب، لا يمكن التقليل من مساهمة الأجنبي في رفع مستوى الأداء العام للدوري السعودي.

شاهدنا بداية الموسم كثيرا من القرارات المهمة، وإعارة لاعبين، وتنقلات بعضها كان مفاجئا، كما اختفى آخرون، اليوم بعد التغيير الذي طرأ على هرم الهيئة العامة للرياضة، عاد عدد من اللاعبين إلى مواقعهم، وبدأنا نسمع عن مراجعة لبعض القرارات ودراستها، أتمنى ألا نفاجأ نهاية الموسم بتقليص عدد الأجانب في ظل دورهم الإيجابي في رفع المستوى العام، وارتباط الأندية بكثير منهم بعقود طويلة، يجب أن تأخذ الفكرة نصيبها من الوقت، وتواصل الهيئة دعم الأندية ماليا لكن بسواسية وشفافية.

العدل بين الأندية خارج الملعب لا يقل أهمية عنه داخله.

بقلم: عبدالله الفرج - الرياض