كانت نقطة على أرضنا وبين جماهيرنا، وكنا متقدمين 1 - صفر لكن التعادل الإيجابي 2-2 في النهاية اعتبرناه مكسبا أمام أستراليا في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2018، على الرغم من أن النقاط الثلاث كانت في متناول اليد، النقطة أبقت المنتخب السعودي في قمة المجموعة، وفرحة السعوديين تجلت بالروح العالية التي ظهر عليها اللاعبون، كانوا في قمة عطائهم البدني، وقاتلوا حتى الدقائق الأخيرة، مجابهة فريق مثل أستراليا بالتقدم عليه مرة، والعودة لتعديل الكفة في الوقت الأخير مؤشر ممتاز ونحن الذين افتقدنا للأداء القوي، والبحث عن الأفضل حتى آخر دقيقة.

أمام الإمارات سيكون الاختبار صعبا، ونتائجه هامة جدا، فالفريق "الأبيض" اقترب من متصدري المجموعة بعد تعثرهما بالتعادل وفوزه على تايلند، ليتقلص الفارق لنقطة واحدة فقط، هذا وحده كفيل بكشف أهمية المباراة، فضلا عن التنافس الخليجي بين المنتخبين، الذي فرضه الإماراتيون في الأعوام الأخيرة بصناعتهم فريقا شابا بطلا مليئا بالمواهب ومطعما بنجوم خبرة حقق الأفضلية في مناسبات عدة.

الجماهير السعودية التي تسابقت لحجز مقاعد في مدرجات مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة قبل مواجهة الإمارات غدا "الثلاثاء" كانت في الموعد أمام أستراليا، وساهمت في تحفيز اللاعبين ليظهروا بالأداء المشرف والخروج بنقطة كادت أن تضيع مع حدوث أخطاء دفاعية وفي حراسة المرمى، وأمام "عموري" ورفاقه لا مجال لمزيد من الأخطاء، منتخب الإمارات يملك قدرة على صناعة كم كبير من الفرص وبطرق مختلفة، والجهاز الفني بقيادة فان بيرت مارفيك مطالب بالتركيز على تصحيح الأخطاء، كما أن مدرب الحراس عليه إعادة النظر في تجهيز ياسر المسيليم والقرارات التي يتخذها في الكرات الهوائية.

التاريخ يؤكد تفوق السعودية المطلق على الإمارات في كرة القدم، لكن الركون للتاريخ ليس مجديا، المناسبات الآسيوية تكون مختلفة خصوصا في مباراة مفصلية ستحدد الكثير من مستقبل المجموعة.

إننا أمام فرصة مواتية ليعيد اللاعبون حضور وقوة المنتخب السعودي في المحافل الدولية والاقتراب أكثر من التأهل. أمام أستراليا شاهدنا منتخبنا وكأننا نستعيد ذكريات تفوقه الآسيوي، ورغباته المشروعة في بلوغ "المونديال" التي غاب عنها طويلا.

دور كبير ننتظره من الجماهير السعودية، ودور هام من إدارة المنتخب والجهاز الفني لحث اللاعبين على بذل المزيد واحترام المنتخب الإماراتي وعدم الركون للأداء الرائع الذي شاهدناه أمام أستراليا.

بقلم: عبدالله الفرج - الرياض