إلى الرئيس العام .. مع التحية

أن يتهاوى فريق كبير في الدوري السعودي، فهذا أمر لا يعني جماهيره ومسؤوليه وحدهم، بل يعني كل مهتم بتفوق كرة القدم السعودية، وهذا ما يحدث حاليا في فريق ليوث العاصمة، الشباب.

الليوث الجبابرة الذين أزاحوا عملاقي العاصمة عن القمة وتربعوا عليها ردحا من الزمن، جار الزمن، وعادوا الآن خطوات للوراء وأخشى ما أخشاه أن يكون مصير الليث الأبيض كحال جاره في الشق الغربي من العاصمة الرياض، المسمى بالمدرسة وهو فعلا مدرسة أغلقت أبوابها وكُتب عليها: لم ينجح أحد منذ عام 1995.

..أهملت المؤسسة الرياضية في البلاد آنذاك، نادي الرياض، وظلت تراوح في موقف المتفرج، لا تمد له يد عون، فتهاوى الفريق من بطل للكأس ووصيف للدوري إلى فريق يصارع في غياهب الأولى بسبب المال أولا، وتفرق رجاله من حوله، فكانت النتيجة لا محالة الغياب.

..قد يقول قائل: وما شأن المؤسسة الرياضية آنذاك؟ أقول إنه شأنها وصميم عملها، أي ناد في البلاد يتعرض لهزات قوية ويتغير مساره، من حق أنصاره ومن واجب القيادة الرياضية أن تهتم للأمر وتعقد اجتماعات متوالية مع رجالاته لبحث أمره والحفاظ عليه وعلى بقائه موردا لكرة القدم الخضراء.

تجربة نادي الرياض، قصة يجب ألا تغيب عن القيادة الرياضية الحالية، وهي ترى التراجع الرهيب في أنديتنا وفي مقدمتها نادي الشباب، ثم الاتحاد، والبقية ستكون في الطريق، وفي كل الحالات كان الاختلاف في الرأي بين القيادات الذي تحول لخلافات وانشقاقات، ونقص المال، وغياب الأنظمة الصارمة، وضعف الإدارة بتقدم من لا يستحق سدة الأمر أسبابا واضحة لتلك التراجعات المرعبة، فهل من الحكمة أن تبقى القيادة الرياضية تتفرج؟

كل الأندية المتراجعة، التي في طريقها، كانت تعتمد على أشخاص تستند إليهم، لا نظام واضح يحمي من تقلبات الزمن، غاب الشخص أو المجموعة فانكشف الأمر ودوّى الهواء في الفراغات، إنها مشكلة واضحة جدا، خير دليل عليها الشباب بعد غياب رئيسه المقاتل خالد البلطان والاتحاد بغياب ثلاثيه الشهير آل الشيخ وابن محفوظ وأسعد، فهل هناك ضمانات لعدم غياب الركائز ذاتها في بقية الأندية؟

في ظني أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب، معنية ببحث الأمر، ومعنية أكثر بإيجاد الحلول، وسن قوانين تحفظ الكيانات ولا تهتز بغياب الشخصيات، جُل أنظمتنا الرياضية في المجالس الإدارية والشرفية، قوانين قديمة تستند إلى اسم كبير تختزل فيه السلطات الثلاث، وتسقط بغيابه، كلهم كان الحال ينطق معهم: "مفيش نظام، أنا النظام"، فهل ننتبه ونبادر إلى تجديدها ومنحها صلاحية جديدة تتوافق مع الزمن الحالي ومستجدات الظرف؟

..ينبغي ألا نعلق الجرس في الحروف السابقة فقط، فلا بد من طرح حلول، ولذلك أقترح على الرئيس العام لرعاية الشباب تنظيم ورشة عمل موسعة تضم مجالس الشرف والإدارات في الأندية ورجال الإعلام والرياضة، يكون عنوانها الرئيس: مستقبل أنديتنا، بين المنهجية العلمية والموروثات التقليدية.

بقلم: بتال القوس - الاقتصادية