خليجي 22 مطلب مهم

طارد السعوديون كأس الخليج منذ أن بدأت قبل 40 عاما، وهي تتمنع بغنج ودلال عن الخضوع لسيطرتهم، فتطاولت سواعد "الخضر" إلى لقب القارة متجاوزة الإطار الإقليمي.

عصيان اللقب الخليجي ظل لغزا محيرا طيلة أعوام مضت، ما جعل بعض الخليجيين ينسبون قولا غير موثق بالصوت والصورة عن الشهيد الفقيد فهد الأحمد قيل إنه قال فيه: "لن تفوز السعودية بكأس الخليج حتى تصبح الكرة مربعة".

بعد 24 عاما من انطلاق البطولة العاقة للأخضر، أصبحت الكرة الخليجية مربعة ودانت بالولاء أخيرا للكتيبة السعودية في خليجي أبو ظبي عام 1994، تبعها السعوديون بلقب ثان وثالث.

مع توسع نفوذ المنتخب الأخضر في القارة الصفراء منتصف الثمانينيات وحتى 2006، لم يعد اللقب الخليجي أولوية للسعوديين وكان من الطبيعي إعادة صياغة الأولويات، إذ أصبح التأهل إلى المونديال في صدارة الأجندة، يليه لقب نهائيات آسيا، ومن ثم يمكن التفكير بهدوء في لقب خليجي أو عربي. مع تراجع مستويات عملاق آسيا، بات مهما إعادة صياغة الأولويات من جديد لأسباب كثيرة أولها: أن أبرز منافسينا الآن في التأهل إلى كأس العالم وعلى اللقب الآسيوي هم أربعة من المنتخبات التي تلعب في المونديال الخليجي المصغر، مضافا إليها رباعي آسيا القوي: اليابان، أستراليا، كوريا، وإيران. وثانيها: أن الأخضر السعودي في حاجة إلى انتصار معنوي يعيده إلى جادة الطريق بعد أن فقد مساره خلال ثمانية أعوام مضت.

اليوم.. والرياض تعود لاحتضان المعترك الإقليمي الخليجي، ما زالت هناك أصوات ترتفع تقلل من قيمة اللقب الخليجي، وترفع ورقة الأولويات القديمة دون أن تضع في الاعتبار المتغيرات الداخلية التي يمر بها المنتخب السعودي، والخارجية التي صنعت من منافسيه الإقليميين منافسين أقوياء على مستوى القارة وفي الطريق إلى المونديال.

.. في ظني أن منتخبنا الحالي يضم مواهب ممتازة وأخرى واعدة، عيبها الوحيد أنها تعاني انكسارا نفسيا واضحا سببته الخسائر المتوالية التي حولت الشارع الرياضي من داعم إلى مثبط، وهذه حالة نفسية صعبة تحتاج إلى علاج دقيق يقوم به الإداريون أولا، ولاعبو الخبرة ثانيا، والمؤثرون في الرأي العام ثالثا.

.. شخصيا لا أراهن كثيرا على الإسباني لوبيز، ولا شيء يدعو إلى التفاؤل في خطوات الرجل ذي الملامح الخجولة المترددة، ووجوده أيضا ليس مصدرا كبيرا للتشاؤم فاللقب الخليجي خسرناه مع مدربين أفذاذ مثل زاجالو، نيلسينيو، بيسيرو، وحققناه مع مدرب لم يقد في حياته فريقا غير المنتخب الوطني فقط. لذلك فالرهان الأول على اللاعبين، واللاعبين فقط.

نقلاً عن صحيفة " الاقتصادية"