السعوديون في آسيا

 تدشن يوم الخامس والعشرين من فبراير الجاري مسابقة دوري الأبطال في نسختها الثامنة والعشرين, بمختلف الأنظمة والمسميات. الفرق السعودية الأربعة المشاركة, ليست في عافية تامة هذا الموسم, ولا يمكن توقع ما تفعله في دوري الأبطال, بعد موسم محلي مرهق ومتقلب, إضافة إلى أن الأمور الداخلية في الفرق ذاتها ليست على ما يرام, جراء بعض الالتزامات المالية المتأخرة, وكثير من التعاقدات المتعثرة. 

أبرز الملاحظات على نسخة هذا العام, أن مباريات دور المجموعات ستكون مضغوطة بشكل كبير جدا, إذ ستنتهي في الخامس والعشرين من أبريل, ما يعني أن الفرق السعودية أيضا ستتعرض لإرهاق كبير بعد أن أضيفت هذا العام مباريات لم تكن سابقا في كأس الملك. 

الشباب, ليث العاصمة الأبيض سيدشن مشاركة مواطنيه, بواحدة من أصعب المباريات أمام كبير الفُرس الاستقلال, وفي قلب طهران من الصعوبة أن تفوز على الاستقلال أو بيروزي ما لم تكن ذا حظ كبير, وعزيمة لا تلين. 

الفريق الإيراني الذي تضم أدراجه لقبين من قبل لهذه البطولة, ومدربه الحالي أحد لاعبيه الذين ظفروا باللقب الآسيوي عام 1991, ويضم في صفوفه حاليا ألمع نجوم الكرة الفارسية يتقدمهم الحارس العملاق رحمتي, والمخضرم فرهاد مجيدي الذي بقي أغلب مباريات الدوري على مقاعد البدلاء, بديلا للصربي جيران بيكوفيتش, إضافة إلى أكثر من ستة لاعبين شاركوا أساسيين في قائمة المنتخب الوطني في المباريات العشر الأخيرة. وأظن أن ظهور الأبيض السعودي الأول في "الأبطال الآسيوي" سيكون صعبا, وإن نجا منه فإنه قد مر فوق الأسد ذاته. الشباب لن يجد الصعوبة ذاتها لاحقا عندما يلتقي الجزيرة الإماراتي والريان القطري. 

العاصمي الآخر, الهلال, سيدشن مشاركته في النسخة الثامنة والعشرين, بلقاء واحد من أفضل الفرق الخليجية على الإطلاق هذا العام, الأهلي الإماراتي. أحمر دبي, لديه قائمة مثالية للغاية يقودها فنيا الهلالي السابق أولاريو كوزمين, يتوافر لديه أكثر من سبعة دوليين, وأربعة محترفين رائعين, يتقدمهم البرازيلي سياو الذي يعرف الهلال جيدا, يعاب على الأحمر غياب البديل الذي يستطيع تغيير مسار اللعب. أهلي دبي يتصدر الدوري بفارق مريح, وتأهل لنهائي كأس رئيس الدولة, في ظني أن الفريق تتوافر له هذه العام أفضل مجموعة مثلته منذ خمسة أعوام, وسيكون خصما صعبا للأزرق السعودي. 

الهلال سيكون مطالبا بالفوز في الافتتاح قبل المغادرة إلى أصفهان في المرحلة الثانية لمواجهة الخصم القوي أيضا سابهان. مجموعة أزرق الرياض مخيفة. أمام قوة هذه المجموعة لا يمكن الدخول في مغامرة توقع صاحبي البطاقتين. 

اتحاد جدة, ومارد آسيا, الذي يذكر اسمه فترتعد فرائص فرقها, سيغادر إلى تبريز عاصمة إيران القديمة لملاقاة بطلها المغمور تركتور سازي, ولا أظن أن العميد سيكون في موقف صعب قياسا بتواضع الفريق المضيف ونتائجه هذا الموسم, وستكون الفرصة مواتية أمام أصفر آسيا وكبيرها للفوز بأفضل بداية في النسخة القارية المرتقبة, وقبل أن يواجه عين الإمارات في المرحلة التالية. أعتقد أن مجموعة الأصفر الجداوي لن تعيقه عن الحصول على بطاقة عبور. 

أحدث المشاركين في دوري الأبطال الآسيوي هو الفتح السعودي, ومن حسن حظه أنه سيلعب أمام فريق يشبهه في الحداثة وهو سفير الأخواز الإيرانية, فولاذ, الفريق يضم لاعبا واحدا في المنتخب الوطني, ليس لديه تجربة قارية حقيقية, وسيكون خير بداية لأبناء الأحساء, قبل أن يواجهوا الخصم الأقوى في هذه المجموعة وهو بونيودوكور الأوزبكي. 

الفرق السعودية, ليست في أفضل حال, وعليها أن تضع خططا قصيرة الأمد لتجاوز دور المجموعات, تعتمد على عدم المبالغة والمكابرة, أهم نقاطها أن الهدف خارج الديار هو التعادل, مهما كان الخصم, وإن أتت النقاط الثلاث فأهلا ومرحبا.


نقلاً عن "الاقتصادية "