نجومي في الموسم

 ومضى أعنف دوري عرفته إلى نقطته الأخيرة، متوجا فيه النصر باللقب. عرفنا الكثير من الأحداث والمواقف، التي لم يشهدها دوري سابق. منافسة رهيبة بين العملاقين العاصميين، الغريمين الأبديين، سباق محموم بينهما كشف الكثير من الإيجابيات والسلبيات وأعاد الجماهير للمدرجات، والحياة في أوصال كرة القدم السعودية، واستقطبت متابعين من الدول المجاورة، جعلت الكثير من الأسماء الخليجية أيضا تشارك بالمنافسات وتروج لأسمائها على هامش هذه المنافسة الساخنة غير المسبوقة في العقدين الأخيرين.

ورغم الصخب الجماهيري والإعلامي الكبير، إلا أن المنافسات لم تقدم لاعبا سوبر واحدا كماجد أو الثنيان أو الدعيع، مع الاعتراف بنجومية الكثير من الصاعدين الذين يرجى منهم التقدم للأمام أكثر.

وفق ذائقتي، أظن أن إبراهيم غالب وشايع شراحيلي وناصر الشمراني ومختار فلاتة، هم أبرز اللاعبين المحليين في مسابقة الدوري، أثروا كثيرا في نتائج فرقهم، وقدموا عطاءات ثابتة في أغلب مباريات فرقهم، وكانوا مصادر للتفوق في أغلب المواجهات. جائزة أفضل لاعب في الموسم لن تخرج عن الأسماء الثلاثة الأولى، واستبعد مختار بسبب أن نتائج فريقه لم تساعده كما فعلت مع البقية. أيضا أظن غالب هو أقرب الثلاثة للفوز بالجائزة، بسبب ثبات مستواه، وحضوره الدائم في مباريات فريقه، حيث غاب مرة واحدة للإيقاف، واستبدل مرة واحدة للإصابة، وسجل ثلاثة أهداف رغم موقعه الذي يفرض الذود عن المرمى، لا مهاجمته.

في خانة اللاعبين الأجانب، لا أحد ينافس البرازيلي تياجو نيفيز نجم الأزرق، سجل وصنع، وحمل الفريق على كتفيه في مآزق كثيرة، رغم تراجع مستوى نيفيز في بعض المحطات بسبب الإصابة، إلا أنه يظل الأول بلا جدال. وأظن أن رافينها الشباب، والبحريني محمد حسين يأتيان على التوالي بعده.

مدرب الموسم، لا أظن أحدا يستحقه غير الأوروجوياني كارينيو مدرب النصر، حقق الثنائية، نجح في كسر أرقام قياسية، وتسجيل أرقام جديدة، قدم فريقا منظما، لا تشعر بغياب أحد مهما كانت الأسماء الغائبة، نجح في المرور من مآزق صعبة، ونجح في ضبط أعصابه وتصريحاته وعمله أمام ضغوط المنافسة وسخونة السباق.

.. أفضل إدارة في هذا الموسم، الأرقام والإنجاز ترشح فيصل بن تركي وفريق عمله، رغم وجود بعض الهنّات، لكن الأرقام تسنده في الفوز بالأفضلية، خطابه الإعلامي كان متوازنا ومدروسا، رغم أنه لم يصمد في الخطوة الأخيرة، مع وجود إدارات شابة أيضا تستحق الترشح في سباق الأفضلية، مثل إدارة الشعلة بقيادة طيب القلب فهد الطفيل، التي لفتت الأنظار بتحفيزها للاعبيها، واستمالة الإعلام إلى عملها، وتشاركها في ذلك إدارة التعاون، ثبتت على مدرب واحد، نجحت في خيارات اللاعبين الأجانب، قادت الفريق إلى مركز غير مسبوق في تاريخه، رسمت خطة من البداية ووضعت سقفا أعلى للطموح وتجاوزته. حقيقة أسجل إعجابي الكبير بمحمد القاسم وفريق عمله.

بين اللاعبين الصاعدين، تبرز أسماء: الاتفاقي محمد كانو، الاتحادي عبد الفتاح عسيري، الهلالي سلطان الدعيع، العروبي علي الخيبري، وأظن أن المنافسة ستكون محتدمة بين الدعيع وكانو، مع توقعي بفوز الدعيع الذي ستسنده مكانة فريقه وأرقامه الأفضل مقارنة بالاتفاق. لجان اتحاد كرة القدم، لفتت لجنة الاحتراف الأنظار بممارسة الشفافية مع الإعلام والجمهور والأندية، رغم وجود أخطاء في بعض قراراتها، إلا أنها الأفضل بين قريناتها، تليها لجنة المسابقات.

أبرز حدث هذا الموسم، بلا شك سيكون تدريب النجم الجماهيري سامي الجابر فريقا عظيما كالهلال، في أول محطة في مسيرته المهنية، حدث أضفى الكثير من النقاشات والمتابعات الدقيقة لخطواته، والترقب والتأييد والرفض. وضع الجابر على الكرسي الأسخن كان مغامرة جريئة، والمغامرات لا وسطية فيها

نقلاً عن "الاقتصادية"