دونيس والحكم المحلي

    خرج مدرب الهلال بتصريح مفاجئ على خلفية خسارته من الأهلي 1-2 في الرياض في مباراة مهمة كان يمكن أن تعلن انطلاقة "الأزرق" للتحليق في سماء الدوري وحيدا مبتعدا بفارق ست نقاط، غير أن الأهلي الذي أكدت في هذه الزاوية الأسبوع الماضي أنه يتفوق فنيا ولياقيا، ويملك لاعبين مؤثرين وكل مقومات الفوز بالدوري وليس في مباراة واحدة فقط، اختار الزمان والمكان المناسب لإعلان حضوره المختلف هذه المرة لتحقيق تطلعات جماهيره الحالمة بإحراز لقب طال انتظاره.

دونيس ترك الحديث عن المباراة وطريقة اللعب، ونقص الجانب اللياقي والتشكيل والتغييرات، واستراتيجية تنفيذ ركلات الجزاء وأخطائه المتعددة وتفوُّق مدرب الأهلي وتوجَه للحديث عن التحكيم، لكنه شطح بالمطالبة بالحكم المحلي، رأي لن يعجب لجنة الحكام كثيرا ولن يعتبروه داعما لحكامهم، نظير معرفتهم التامة أن من طالب بالأجنبي اليوم، ومن هاجمه بالأمس، وأن من حمّل الحكم الوطني مسؤولية فشله في الماضي وسعى لعودته اليوم ما هو إلا سبيل للخروج من مأزق الخسارة!!.

حين كان الهلال في قمة الأندية السعودية وزعيما لها كانت الانتصارات حاضرة بحكام محليين وأجانب، دونيس ما كان له أن يطلق تصريحا غريبا كهذا لو لا معرفته بسهولة تمرير شماعة التحكيم على أنصار فريقه والإعلام الرياضي، هناك سباق إعلامي محموم خارج الملعب تحاول فيه إدارات الأندية إثبات استعدادها للتكفل بنفقات الحكام الأجانب في جميع المباريات، وحين يأتي مدرب الهلال مطالبا بتكليف حكام محليين ففي ذلك علامات استفهام كبيرة؟.

كان على دونيس أن يقبل بالهزيمة وهو الذي شاهد تفوق منافسه داخل الميدان، وأن يطرح مبررات مقبولة في ظل غياب عنصرين هامين في وسط الملعب الشلهوب والعابد، ليته تحدث عن الإرهاق الذي تعرض له فريقه حين بدأ الموسم الرياضي بكأس السوبر في لندن وكان في حالة لياقية جيدة، ثم خاض مباريات قوية في دوري أبطال آسيا، وهو ما يشير إلى إخفاق اليوناني في تجهيز بدلاء ينفذون المهام المطلوبة لتخفيف الضغط على النجوم، ولأن الإعلام الرياضي والمشجعين يقضون جل وقتهم في الحديث عن الحكام والتحكيم، ويتنافسون في محاولات تأكيد أن فرقهم هي الأكثر تضررا أصبح رؤساء الأندية ولحقهم المدربون في هذا التوجه، وكما فعل رئيس الأهلي بعد التعادل مع الفيصلي خاض فيه دونيس اليوم بنكهة محلية.

حين يخسر الهلال من الأهلي أو العكس وهما من يتنافس على صدارة الدوري فهذا أمر طبيعي، لماذا لا نقبل الخسارة، ونبادر لتهنئة الفائز مبتسمين، ونعمل على مراجعة حساباتنا؟.

الوقت لا يزال باكرا والتنافس بين الأهلي والهلال سيستمر حتى الجولات الأخيرة، البطولة لن يحققها سوى الفريق الأجدر سواء قاد مبارياتها حكم أجنبي أو محلي.

بقلم: عبدالله الفرج - الرياض