دول الخليج في مهمة الحفاظ على مكتسباتها

 حالة التقارب والاحتفاء بدت واضحة في القمة الخليجية، التي تحتضنها الرياض هذه الأيام على وقع ملفات وقضايا مفتوحة تشترك الدول الست في احتوائها ومعالجتها، وبعيداً عن واقع المنطقة المتأزم، هناك ضفة أخرى أو وجه آخر يزدهر ويدفع المنظومة الخليجية نحو التفكير بالارتقاء بالدول والشعوب الخليجية، وتحقيق طموحاتها بصرف النظر عن الحاصل في الجوار بل إن ذلك الحاصل، إنما يدفعنا من أجل الحفاظ على مكتسباتنا والتأمل بعناية في الحالة الخليجية، وحيويتها الإيجابية في وقت تطغى السلبية على المنطقة العربية والجوار العربي الذي يئن بعضه تحت وطأة عقوبات اقتصادية وتنموية وزعزعة سياسية جعلته في آخر الركب، في حين انطلقت دول الخليج بسرعات متفاوتة نحو التنمية، لتقطع شوطاً كبيراً بينها وبين تلك الكيانات والدول التي رهنت نفسها بشكل كلي لتجاذبات السياسة حتى طمست منجزها التنموي أو سقطت في فخ الثوريات التي عادت بها عقوداً إلى الوراء.

دول التعاون جزء من الوطن العربي الذي يخضع اليوم لتحديات تهدد وجود بعضه، والبعض الآخر أصبح فوق طاولة التقسيم، إن هذا المشهد ليبعث فينا حالة من ضرورة التماسك يجب أن تفضي بنا إلى وحدوية وانسجام نستطيع معه مواجهة أعدائنا الذين لا ينفكون عن الكيد لنا على أمل أن تقع وتسقط هذه المنظومة، التي اشتد عودها وأصبحت اليوم تستند على خبرات أسهمت في بقائها على الرغم من قساوة تقلبات السياسة وضراوة هجماتها.

إن شعوب الخليج اليوم تدرك تماماً حجم المنجز المبذول في دولها، وتلتفت صوب محيطها القريب، فترى أوطاناً وشعوباً شردتها مشروعات الفوضى، إن تطلعات شعوبنا الخليجية مشروعة في الأمن والتنمية والازدهار وتحقيق الرفاهية والإسهام في هذه النهضة بإيجابية من خلال المشاركة المثمرة والفعالة، فالدول الخليجية يغلب على أبنائها انتماؤهم لفئة الشباب، وهذا مثار غبطة لكثير من الدول، إلا أنه وبقدر ما يمكن أن يبث هؤلاء روح الهمة والتجديد والانطلاق في مجتمعاتهم، إلا أن هناك أعيناً تَرقبهم وتعمل على استقطابهم وتوظيفهم كأدوات مؤذية لأوطانهم وشعوبهم، لذا فإن توفير الحواضن المناسبة لهذه القدرات، وتوجيهها بالشكل المناسب وفي الطريق الصحيح سيوصلنا لا محالة إلى حيث نريد أن نكون.

بقلم: أيمـن الـحـمـاد - الرياض