في مجلس خادم الحرمين..

خلال العشر الأواخر استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر الصفا بجوار المسجد الحرام حوالي عشرين رئيساً ومسؤولاً من مختلف دول العالم الإسلامي، قدموا لأداء مناسك العمرة خلال هذا الشهر الفضيل.

لقد منّ الله على المملكة بأن شرفها بخدمة الحرمين الشريفين واحتضان هاتين البقعتين المباركتين التي يتقاطر لها الناس جماعات وأفواجاً من كل حدب وصوب وهي مصدر قوتها وفخرها وعلو شأنها.

لقد كان الإفطار الرمضاني الذي يقام في مجلس خادم الحرمين ويضم شخصيات من كافة الدول الإسلامية علامة بارزة ودلالة واضحة ومعبرة على الحظوة التي يحظى بها قادة هذه البلاد والمكانة والتقدير التي تكنها تلك القيادات في أنفسها لهذه البلاد وقادتها وشعبها، والرضى والامتنان الكبيرين لما تقوم به المملكة تجاه خدمة زوار بيت الله الحرام والمسجد النبوي، هذا الجهد لا يقتصر على الجانب الرسمي، بل حتى على المستوى الشعبي، فالسعوديون أنفسهم لا يكفون عن تقديم وبذل ما يستطيعون خدمة لزوار الحرمين من منطلق واجبهم الديني والوطني.

الحراك الذي يجري في قصر الصفا وتوافد كبار الشخصيات ومستوى الحبور والارتياح الذي تنقله عدسات المصورين يعكس انفتاح المملكة على الجميع دون تمييز أو تحيز، وهذا مسلك أصيل لدى قادة هذه البلاد الذين يرون في قوة المسلمين وتوحدهم واتحادهم قوة، وفرقتهم وتخاذلهم ضعفاً، وبرز هذا المنهج بشكل ملموس في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز في عديد من المبادرات التي قرئت في إطار لم شمل المنطقة التي تتنازعها أيديولوجيا الإرهاب وفرقه وميليشياته التي دأبت دول في المنطقة على تبنيها وجعلها بوابة لتفريق أبناء الشعب الواحد وتقسيم الوطن إلى أوطان وتفتيته إلى دويلات تضعف العالم الإسلامي وتحط من قوته وقدره، وهو ما تقاومه المملكة بشدة ولن تسمح بحدوثه، فهي ترى في قوة هذا العالم قوة لها وفي ضعفه ضعفاً لها.

إن المسؤولية التي تناط بالمملكة جسيمة، والأمل فيها كبير بعد الله في تحقيق إجماع لأمة المليار ونصف المليار مسلم، وانعكاس ذلك التأثير يتعدى العالم العربي والإسلامي ليصل مداه مناطق عدة في العالم، لذا كان التعويل على المملكة في حلحلة الكثير من ملفات المنطقة مطلباً إقليمياً ودولياً لمكانتها العالية في نفوس المسلمين، ولموقعها الجغرافي وثقلها وتأثيرها السياسي والاقتصادي.

بقلم: أيمن الحماد - الرياض