تمكين القيادات الشابة

قرار وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور مفرج الحقباني إتاحة الفرصة للشباب من منسوبي الوزارة للترشح لوظائف قيادية من خلال برنامج لاكتشاف القيادات، قرار استراتيجي ويعكس روح الفترة التي تمر بها المملكة، هذه المبادرة يجب أن تعمم لتشمل نطاقاً عريضاً من المؤسسات الحكومية.

لماذا تمكين الشباب في المناصب القيادية مهم؟ هناك عدة مسببات تجعلنا نتبنى هذا التوجه، فمن حيث الأرقام يقول الواقع إن نسبة الشباب تفوق 60% من مواطني المملكة، ثم إن ثلثي قوة العمل في السوق هم من الشباب، إضافة إلى ذلك أن التأهيل الذي حصل عليه الشباب خلال الفترة السابقة بفضل برامج الابتعاث والتوسع في التعليم الجامعي أوجد طبقة مؤهلة وقادرة على العمل، ثم إن المبادرات والبرامج التي ضخت في شرايين الحكومة ضمن برنامج التحول الوطني وعددها 500 برنامج يجب الانتهاء منها في العام 2020، تحتاج لطاقات قادرة على العمل تحت الضغط ولديها طموح على المستوى الشخصي وكذلك لتقديم ما يمكن أن تستطيع لبلادها.

الشباب لديهم تصور لمشاكلهم يفهمون لغة عصرهم ويفكرون بطرق ابتكارية مذهلة، ويجدون حلولاً سهلة لمشاكل صعبة، ويظل لديهم عامل الخبرة التي تكتسب مع الوقت، إن مسألة تمكين الشباب اليوم أفضل من تمكينهم غداً، فاليوم يمكن توجيههم ومراقبة أدائهم وتوجيه النصح لهم وتزويدهم بالخبرات من أهل الاطلاع والوعي والنصح، الذين يأخذون بيدهم، فالتعثر سمة السير، وقصص النجاح يخالطها الفشل، الأهم إعطاؤهم الثقة، وإطلاق مبادراتهم التي يستقونها من حاجات أبناء جيلهم الذي قلنا إنه يمثل الغالبية من سكان بلادنا.

تصارع الدول المتقدمة مظاهر شيخوخة مجتمعاتها من خلال سن تشريعات تزيد نسبة الشباب، ففي الصين تم التخلي عن سياسة الطفل الواحد، وفي أوروبا يتم تشجيع الإنجاب، وألمانيا تراهن على شباب اللاجئين ودورهم المستقبلي في النمو الاقتصادي.

لدى المملكة رؤية يراد لها أن تتحقق خلال 15 عاماً، ولديها برنامج تنموي طموح في المدى القريب، وعدم إشراك الشباب اليوم معناه أن نتجاهل جيلاً كاملاً يجب أن يصنع ويشارك في التخطيط والتنفيذ في مشروعات بلاده، ورصيد نجاح أي مسؤول في رأينا هو قدرته على صنع الناجحين.

بقلم: أيمن الحماد - الرياض