صوتوا في الانتخابات..

اللافت في الانتخابات البلدية التي تخوض غمارها المرأة السعودية كناخبة ومرشحة هي الجدية والثقة وعزمها الذي بدا واضحاً منذ وقت مبكر، من خلال الورش والندوات التي عُقدت في أنحاء متفرقة من المملكة، وأقبلت عليها المرشحات والناخبات للتعرف عن كثب على هذه التجربة الجديدة.

ويعكس الرقم - الذي بلغ أكثر من (140 ألف) ناخبة وحوالي ألف مرشحة قررن ممارسة حقهن في هذه العملية - نضوجاً وتطلعاً ورغبة لدى المرأة التي ترى أن وجودها في هذه الانتخابات طبيعي إذا ما قارنت ذلك بتواجد المرأة في هيئة سياسية أعلى وهي مجلس الشورى، لذا فإن من باب أولى وجودها في هذه المجالس.

وبغض النظر عما يمكن أن تؤول إليه نتائج هذه الانتخابات، فإنه يرجح أن يؤدي التزام الناخبات بالتوجه إلى صناديق الاقتراع إلى وصول أكثر من مرشحة لأحد المجالس وهي مهيأة لذلك وقادرة، بل إن بعض المرشحات بالفعل منخرطات في بعض المجالس القيادية المتخصصة.

إن إسهام المرأة في الشأن العام أمر مطلوب، فهي عملياً وبحكم الأمر الواقع حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية، وبالتالي من حقها المشاركة في رسم شكل هذه الحياة وتلوينها لا أن يتسيّد المشهد الرجال وكأن الأمر لا يعني (49.1%) من مواطني المملكة.

على الرغم من خيبة الأمل التي تعلو نبرة المشاركين في الدورات البلدية السابقة، إلا أن التوجه بإعطاء صلاحيات لهذه المجالس مع الزخم الذي دفعت باتجاهه وزارة الشؤون البلدية والقروية أدى إلى تحسّن ملحوظ في عدد الناخبين والمرشحين على حد سواء، وتلك إشارة إيجابية، وفي الوقت ذاته تفرض نوعاً من الضغط بضرورة الالتزام بالصلاحيات وتفعيل هذه المجالس بما يؤدي إلى تطوير الأحياء السكنية والنطاقات البلدية، ويكسب الثقة ويضمن الإقبال على الانتخابات في الدورة المقبلة، فالتسابق على التصويت إشارة لنجاح أي انتخابات، وإشارة على أهمية نتائجها وما تؤول إليه تلك العملية.

حريٌ بالنُخب في كل المناطق التوجّه لصناديق الاقتراع ليكونوا قدوة لبقية الناخبين، ويعطوا المتابعين في الداخل والخارج دلالة على وعي واهتمام الفاعلين في المجتمع بأهمية هذه المناسبة.

صوّتوا لتحقيق مطالبكم ولا تعزفوا عن المشاركة ثم تطالبوا بالتقدم والتطوير، شاركوا في التصويت وأعطوا أصواتكم لمن يستحق فهي مسؤوليتكم..

بقلم: أيمـن الـحـمـاد - الرياض