تدخل نصراوي موقوت

يتحدث النصراويون عن مستويات فريقهم اكثر من أي شيء آخر، حتى وهو يتصدر ويواصل اعتلاء ترتيب جدول الدوري بفارق خمس نقاط عن أقرب منافسيه لم يكن ذلك كافياً للاكتفاء بالفرحة والتفاؤل بالحفاظ على اللقب، أتحدث هنا عن الجماهير والإعلام وحتى إدارة النادي كانت لها وقفة مع الجهاز الفني بعد هبوط في المستوى وفقدان نقاط بالتعادل، وكذلك مع لاعبين لم يظهروا في صورتهم المعهودة.

النصر هو أفضل فرق الدوري حتى نهاية الجولة 18 بمشاركة الأهلي، وإن هبط مستوى لاعبي النصر في فترة من الفترات، فإن الأرقام تتحدث عن إيجابيات عدة لا يملكها فريق آخر بما فيهم الوصيف؛ على الرغم من أن الأخير حظي باستفادة من العنصر الأجنبي تفوق ما هو عليه في النصر.

لا ضغوط يمكن أن يواجهها النصر كتلك التي أرهقته الموسم الماضي، وحين نتذكر ما كان يعيشه النصراويون قبل مواجهات الجولات الخمس الأخيرة من قلق حتى وهم يقتربون جدا من الحسم وبمستويات لافتة رأفت بحال الأهلاويين اليوم؛ فالتشابه بين نصر الموسم الماضي وأهلي 2015 وبحثهما عن هدف العودة لتحقيق بطولة الدوري كبير، وإن كان أكبر لدى الأهلاويين الذين احتفلوا بالدوري آخر مرة قبل أكثر من 30 عاماً.

الحديث غالباً يتركز عند الانتصارات على تفوق الأجهزة الفنية وقراءتهم للمباريات؛ مع ما يحظى به أبرز النجوم من إشادات، في النصر وبعد الهبوط الواضح في المستوى العام للفريق وتراجع أداء عدد من اللاعبين المهمين كان تدخل الإدارة الإيجابي واضحاً، اجتمعت إلى المدرب الأورغواني ديسلفا وجلس رئيس النادي مع لاعبين مؤثرين قلّ عطاؤهم؛ وخصوصا أدريان والسهلاوي كانت خطوات مهمة لتصحيح المسار.

العمل الإداري لا يتوقف على تجهيز معسكر إعدادا للموسم، وتعاقد مع لاعبين أجانب ومحليين، وتوفير مرتبات شهرية، الحضور المميز للفريق (الأصفر) في المباراتين الأخيرتين والروح العالية للاعبين والرغبة الواضحة لتحقيق الفوز منذ انطلاق الصافرة ظهرت جلية أمام العروبة، هناك أوقات مفصلية يكون للإدارة دور في تجاوزها أو تعقيدها تحدد مستقبل أي فريق ونتائجه في الموسم.

المنافسة ستستمر بين النصر والأهلي حتى الجولات الأخيرة، فوز أحدهما في المواجهة المنتظرة لن يحسم اللقب فلا يزال الوقت باكراً وإن ضاعف ذلك فرص النصراويين.

حتى الجماهير النصراوية التي سجلت حضورا لافتا الموسم الماضي وكان غيابها محل استغراب بدأت خطوات التأثير الإيجابي على اللاعبين، سجلت موقفاً مع النجم المصاب إبراهيم غالب، وكان اختيارها لبديله عبدالعزيز الجبرين أفضل لاعب في المباراة الأخيرة ذا مغزى مهم وهي التي تدرك المسؤولية الملقاة على عاتقه في المقبل من المنافسات. 

نقلاً عن جريدة "الرياض"