وداعاً للأفلام الهندية

يتفق جميع الرياضيين على أن النصر والأهلي يستحقان الانفراد بالمنافسة على لقب الدوري السعودي هذا الموسم، الأرقام أولا تتحدث عن ذلك من الجانب النقطي وعدد الأهداف المسجلة ومرات الفوز والخسارة والتعادل، فضلا عن كم النجوم الذي يملكه الطرفان، وإن توافرت على صعيد اللاعب المحلي لدى "الأصفر" فإن التأثير الإيجابي في الفريق "الأخضر" صنع إضافة مهمة يكشفها ما يقدمه السومة وبرونو وهما يشكلان قوة ضاربة قل أن تجدها في فريق سعودي آخر.

كثيرون كانوا ينتظرون تعثرا محتملا للنصر أمام الهلال أو الشباب أو الاتحاد بانتظار مواجهة مباشرة تخلط الأوراق وتحول المتصدر وصيفا واعتلاء الأهلي صدارة الترتيب، كما أن مناصري النصر أمّلوا في المحافظة على الصدارة بانتظار تعثر المنافس؛ غير أن الأمور لا يبدو أنها تسير باتجاه جمع النقاط الكاملة للطرفين أمام الفرق الصغيرة بانتظار ما ينتج عنه المواجهات الكبيرة، كانت الفرق القريبة من الصدارة تخوض مواجهات الصغار بارتياح تام، لم نعد نقرأ عناوين "النصر في استراحة الفيصلي، "الأهلي جاهز لحصد نقاط الخليج" مثلا، تغيرت اللعبة، وتطورت أساليب مواجهة الفرق الكبيرة فباتت كل مباراة تمثل عقبة حقيقية.

ليلة الأحد كان يمكن أن يتحول القريب من تحقيق هدف الفوز (النصر) مع استمرار تقدم الخليج بهدفه الباكر على الأهلي إلى انتصار أهلاوي وخسارة نصراوية حتى اللحظات الأخيرة من المباراة، استقبل (الأصفر) هدفا وتمكن من إحراز ما عجز عنه طوال 90 دقيقة، فيما كان الأهلي قريبا من قلب الطاولة، والغريب تشابه سيناريو حصول الفريقين ركلتي جزاء في الوقت الأخير أهدرتا وكذلك خروجهما بتعادل إيجابي 1 1 في الدقيقة ذاتها.

قد لا يرى كثيرون سوى انتقاد أداء النصر والأهلي والعقم الهجومي الذي واجهاه أول من أمس؛ وضعف الحلول أمام تكتل الفتح والخليج، والملل في طريقة الوصول لمرمى المنافس؛ فضلا عن الأخطاء الدفاعية المستمرة غير أن الفريقين الصغيرين في تاريخهما، الكبيرين في أدائهما الدفاعي تنظيما وجهدا، وبسالة حارسي المرميين مع ظهور لا يمكن تجاهله في تطبيق الارتداد الهجومي يجعلنا ننظر للجانب الإيجابي من المباراتين.

يستحق الفتح والخليج الشكر والتقدير على الأداء القتالي، وتنفيذ اللاعبين توجيهات مدربيهما، والظهور بروح قتالية عالية لإرضاء جماهيرهما، وتحسين صورتهما والتقدم في سلم الترتيب الذي لا يليق بهما وسط منافسة شرسة للهروب من مؤخرة الترتيب.

انفرد النصر والأهلي باكرا بالمنافسة في ظل تقهقر الهلال والاتحاد والشباب ونزيف النقاط الذي بدأ معهم باكرا، ظننا أن ذلك سيضعف من مستوى الدوري، ويقلل من الإثارة التي ينشدها محبي كرة القدم، غير أن ما قدمه الفتح والخليج وحرمانهما فريقي المقدمة من نقطتين وهو ما تكرر مع فرق أخرى يجعلنا أكثر اطمئنانا باستمرار الإثارة أبطالها فرق لا تقبل أن تخسر على طريقة الأفلام الهندية!! 

نقلاً عن جريدة "الرياض"