هوليود والقاعدة

لا عمل لتنظيم القاعدة إلا بمحرك سياسي واستخباراتي من بعض الدول الغربية، فالعمائم والسراويل الأفغانية لا تجلب قوة، وحالة الانعزال المزعومة التي فرضها الغرب على التنظيم يفترض بها أن تشل الحركة وتعطل انتقال المخططات والسلاح، إلا أن التنظيم عزل خطر الملاحقات وتصدى لكل مصادر المنع وصنع وجودا استراتيجيا يلاحق الملاحقات التي تتصيد وجوده، كيف يتم ذلك مع فقر الإمكانيات، ومراقبة انتقال المال ليس من بلد إلى بلد بل من جيب الى جيب، افلاس واضح مع حضور بالغ التأثير واضح!!

فاستغلال بعض وسائل الدين الإسلامي بطريقة هوليودية ماكرة لم يقصد منها العزل والتهام، بل التنفيذ والصعود لمراتب الشيطان عن طريق خلق الصفات الوحشية لأمة لا إله إلا الله، فكأن صورة المسلم على هذه الأرض مشروع ارهابي متى ما قضت المصلحة والحاجة ان يكون، هذا من ناحية المشهد والأخلاق، اما من ناحية العمليات وتنفيذها فكل ضائع وفارغ انضم للقاعدة الهوليودية ليقيم سلوكاً دينياً شاذاً يسخر به الدين بالباطل لمصلحة اعداء الدين، شذوذ فكري مقيت تأثيره السلبي اشد واقسى من الكفر على الدين، فأعضاء تنظيم القاعدة ممثلين جادين لفيلم هوليودي خبيث، ابتدأ بمأساة على الدين ولن ينتهي إلا بمأساة على الدين.

ما نشر في صحيفة دي فيليت ام سوتباج الألمانية عن اجتماع تم في ليبيا في سبتمبر الفائت جمع على حصيرة واحدة جماعات جهادية ترتبط عقائديا بتنظيم القاعدة من ليبيا وتونس والجزائر ومصر من اجل اعداد استراتيجيات مشتركة للعمليات الجهادية في تونس والجزائر ومصر لتحريرها من ايادي الكفر والنفاق، وزادت على ذلك الصحيفة ان هذا الاجتماع تم بتنسيق وتعاون مع التنظيم الدولي للإخوان، هل هذه معلومات خطيرة تستدعي الحذر والخوف، ام هو جنون ارهابي علاجه يتم بالفضح والنشر فالمجنون معرفته فقط كفيلة بتحاشي خطره، قد يكون الأمر به شيء من الجنون وايضا به اشياء من الخطورة، فالقاعدة اليوم هي مجموعة من العصابات المرتزقة تعمل لحساب جهات تمويلها ولا تعمل لحسابها لأنه لا يوجد لها حساب تعمل من أجله، فقوتها الفعلية تستمدها من القوة التي تأمرها، فكل تحرك لتنظيم القاعدة على الأرض يعني ان هناك مشروعا سياسيا يتبعه بالأثر والمكان.

الغرب قدم دعوات مغرية ومحصنة من التدخلات الخارجية لجماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها تنظيم القاعدة، ليكون البديل عن الأنظمة العربية التي تهاوت على اثر خدعة اسمها الربيع العربي، فالتماسك الصلب للإسلام السياسي في البلدان العربية لم يأتِ من قوته الذاتية ولا من غلبته السياسية، بل من منهج الاستخبارات الأجنبية التي وظفته في مشروع الفوضى الخلاقة.

ايمن الظواهري المستعصي على الملاحقات له حضور واضح ولم يغيبه الحذر والمطاردة عن الظهور مع كل عملية ارهابية، فوجوده محمي بقوة تريده ان يكون حاضرا، لكي نقتنع ان الاتهامات لا تشير الى اشباح بل لبشر نشاهدهم ونسمع فتواهم وبياناتهم، فالاستعمار له اكثر من حيلة وشكل، والقاعدة مكر الاستعمار.

نقلاً عن صحيفة " الرياض"