المصمك مبنى أثري تحول إلى تحفة ومزار سياحي!!

الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، يشعر الزائر لها ويدرك أنها مدينة عصرية حديثة، ولكن هذه المدينة لها تاريخ قديم، وبها آثار ومبان قديمة، وقد تغيرت معالمها كثيرا بسبب النهضة العمرانية الكثيفة في هذه المدينة الواسعة والمنتشرة أفقيا على مدى عشرات الكيلومترات، وحداثتها لم تقض على آثارها الجميلة، ولكنها حسنتها وألبستها ثوبا عصريا جعلها محط الزوار لهذه المدينة ومفخرة لها. ومن الآثار القديمة في مدينة الرياض وإحدى المحطات السياحية التاريخية مبنى المصمك، الذي تحول إلى متحف تاريخي، يضم في جنباته بداية عصر الدولة السعودية الحالية. المصمك: يعد حصن المصمك من أهم المعالم التاريخية في المملكة، إذ يحتل مكانة بارزة في تاريخ مدينة الرياض خاصة، والمملكة العربية السعودية عامة، باعتباره يمثل الانطلاقة التي تم على إثرها تأسيس وتوحيد المملكة، حيث اقترن هذا الحصن بملحمة فتح الرياض التي تحققت على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود أول ملك من ملوك الدولة السعودية الحالية، والتي بدأت في فجر الخامس من شهر شوال عام 1319هـ إذ كان لابد من الاستيلاء على هذا الحصن لأن الحصن كان مقر حاكم الرياض، والاستيلاء على الحصن يعني استعادة الحكم ومدينة الرياض أيضا. والمسمك أو المصمك يعني البناء السميك المرتفع الحصين، بني في عهد محمد بن عبد الله بن رشيد (1289-1315هـ) واستعاده الملك عبد العزيز عام 1319هـ1902م، وقد استخدم فيما بعد مستودعا للذخيرة والأسلحة وبقي يستخدم لهذا الغرض إلى أن تقرر تحويله إلى معلم تراثي يمثل مرحلة من مراحل تأسيس المملكة العربية السعودية. ففي عام 1400هـ أعدت أمانة مدينة الرياض دراسة خاصة لترميم المصمك، ثم تبنت فيما بعد وزارة المعارف (ممثلة في الوكالة المساعدة للآثار والمتاحف) بالتنسيق مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض برنامجا خاصا لتحويل هذه المعلم إلى متحف يعرض مراحل تأسيس المملكة على يد الملك عبد العزيز المؤسس الأول للحكومة السعودية الحالية حيث تم افتتاحه في أوائل عام 1416هـ1995م افتتاحا رسميا ، وأصبح مزارا سياحيا. ويقع هذا المتحف التاريخي في وسط مدينة الرياض وفي منطقة مركز المدينة، ويحيط به مواقع أثرية هامة، وقد تم إدماجها جميعا في مشروع تحديث وتجميل المدينة والمناطق القديمة في الرياض،ويقع بجوار قصر الحكم وبجوار المسجد الجامع، وجميع هذه المعالم تكون شريطا سياحيا ثريا للزوار. أهم معالم المصمك الدور الأرضي: 1 بوابة القصر تقع البوابة في الجهة الغربية للقصر، ويبلغ ارتفاعها 3.60 م وعرضها 2.65 م، وهي مصنوعة من جذوع النخل والأثل، ويبلغ سمك الباب 10 سم، ويوجد على الباب ثلاث عوارض يبلغ سمك الواحدة منها حوالي 25 سم، وفي وسط الباب توجد فتحة تسمى الخوخة، تستخدم بوابة صغيرة وهو ضيقة لدرجة أنها لا تسمح إلا بمرور شخص واحد منحنيا، وقد شهد هذا الباب المعركة الضارية بين الملك عبد العزيز وخصومه، حيث يمكن مشاهدة الحربة التي انكسر رأسها في الباب. 2 المسجد يقع على يسار الداخل، وهو عبارة عن غرفة كبيرة يوجد فيها عدة أعمدة وفي الجدران أرفف لوضع المصاحف، و يوجد داخل المسجد محراب مجصص وفتحات للتهوية في السقف والجدران. 3 المجلس (الديوانية) يقع في مواجهة الداخل، وهو عبارة عن حجرة مستطيلة الشكل وبها وجار حسب الشكل التقليدي للوجار (موقد النار) في منطقة نجد، ويوجد في الجهة الغربية منها فتحات للتهوية والإنارة كذلك في الجهة الجنوبية المطلة على الفناء الرئيس. 4 البئر يوجد في الجهة الشمالية الشرقية بئر للمياه تسحب منه المياه عن طريق المحالة (البكرة) المركبة على فوهة البئر، ويسحب الماء بواسطة الدلو. 5 الأبراج يوجد في كل ركن من أركان مبنى المصمك الأربعة برج أسطواني الشكل يبلغ ارتفاع الواحد منها (18 مترا) تقريبا يصعد إليه بواسطة درج ثم بسلمين من الخشب، ويوجد في كل برج أماكن للرمي على محيط البرج، ويبلغ سمك جدار البرج حوالي (1.25م) وفي وسط المصمك برج مربع الشكل يسمى المربعة يشرف على القصر من خلال الشرفة العليا، كما يوجد فناء رئيس للقصر تحيط به غرف ذات أعمدة متصل بعضها ببعض داخليا، ويوجد بالفناء درجات في الجهة الشرقية تؤدي إلى الدور الأول والأسطح، كما يوجد ثلاث وحدات سكنية: الأولى كانت تستخدم لإقامة الحاكم لتكاملها وارتباطها بعضها ببعض، وسهولة اتصالها، والثانية استخدمت بيتا للمال والثالثة خصصت لإقامة الضيوف. متحف المصمك يعرض متحف المصمك مراحل توحيد وتأسيس المملكة على يد الملك عبد العزيز. ???