عاشوراء .. ومخالفة اليهود

تزخر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بما يوجه المسلمين نحو مخالفة اليهود وعدم التشبه بهم والتمايز عنهم في كل شيء، وذلك لترسيخ مفهوم المفاصلة الإيمانية والشعورية والفكرية، وليتحقق مبدأ البراء منهم.. ولا شك أن امتثال المؤمنين لذلك كان من أهم الأسباب التي أدت إلى غربلة الصف المؤمن، ونفي الخبث عنه وكشف شوائبه المتمثلة بالمنافقين الذين شكلوا طابورا خامسا داخل المدينة المنورة لصالح اليهود الذين ما فتئوا يتربصون بالدولة الإسلامية الناشئة وبالمؤمنين الدوائر..ففي ظل وجود اليهود في المدينة المنورة وحدوث الخلطة الدائمة والمعايشة المستمرة معهم كان لابد من تحصين الصف المسلم من الإصابة بعدوى أمراض اليهود العقائدية والفكرية والاجتماعية والأخلاقية وغيرها من الأمراض التي استوطنت تلك الشرذمة الخبيثة من البشر .. أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في مخالفة اليهود كان الأمر بمخالفتهم في عاداتهم وتقاليدهم وطريقة لباسهم وأكلهم وشربهم وسلامهم وحتى دفنهم لموتاهم، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:خالفوا اليهود، فإنهم لا يصلون في خفافهم، ولا نعالهم (أخرجه أبو داود) وقوله: إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم. (أخرجه البخاري ومسلم) وقوله: إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا - أراه قال: أفنيتكم- ولا تشبهوا باليهود (أخرجه الترمذي) إضافة إلى اختياره الأذان بدلا من أبواق اليهود وأجراس النصارى، وتحوله -بأمر من الله تعالى عن بيت المقدس قبلة المسلمين الأولى إلى البيت الحرام، حتى أن آخر كلامه صلى الله عليه وسلم قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى كان متضمنا على لعن اليهود والنصارى لاتخاذهم قبور أنبيائهم مساجدا وأمره بطردهم من جزيرة العرب.. واجب المسلمين اليوم وإذا كان المسلمون يجتهدون هذه الأيام لاغتنام موسم الخير المتمثل في يوم عاشوراء، فإن الكثير منهم يغفل عن تقصي الدروس على انتهاز تلك الفرصة لتأصيل منهج مخالفة اليهود في نفوس المسلمين.. فقد ورد في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا، فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :فنحن أحق بموسى منكم، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه.. ولم يكتف صلى الله عليه وسلم بالإخبار أنه هو وأمته أولى وأحق من اليهود باتباع الأنبياء الكرام والسير على سير المرسلين العظام في جميع ما قصدوه من شرائع وأحكام، وإنما أصدر قرارا صريحا بمخالفة اليهود بقوله: صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود، صوموا قبله يوما وبعده يوما وفي رواية: أو بعده .. وفي رواية خالفوا اليهود، صوموا التاسع والعاشر.. هل يتذكر المسلمون تلك المعاني ترى كم من المسلمين يستذكرون تلك المعاني عندما يطل عليهم يوم عاشوراء؟ وكم من الدعاة والعلماء والوعاظ والكتاب يتناولون ذلك الجانب السلوكي الهام من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، خاصة ونحن في أمس الحاجة هذه الأيام لتلك المعاني قولا وعملا. وهل تكون انتفاضة الأقصى وما يصاحبها من أحداث دامية على أرض الإسراء والمعراج دافعا لإحياء هذه السنة وحافزا لإعادة دراسة السيرة النبوية المطهرة، بما يحقق للمسلمين اتباع النهج النبوي الصحيح في التعامل مع اليهود، والذي سيضمن للأمة تحقيق النصر عليهم والقضاء على علوهم وإفسادهم والوصول إلى نتائج لا تختلف كثيرا عما أسفرت عنه غزوة خيبر... وهل يكون للمرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس شرف السبق إلى ذلك ليوافق بذلك قولهم فعلهم بعد أن رفعوا شعار: خيبر خيبر يا يهود جيش محمد بدأ يعود مع بداية هذه الانتفاضة المباركة؟! هذا الموضوع من موقع المركز الفلسطيني للإعلام