الحديث في الصالحات سنة !!
ثيرا ماتعاني أخواتنا المتدينات، الحريصات على اتباع الشرع من ضغوط من المجتمع الذي يعشن فيه. غير أن علمهن بسنة الله التي جرت في عباده الصالحين يخفف عنهن وطأة مايعانينه؛ فالسالك لطريق الحق لابد أن يبتلى كما في قوله تعالى: أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون.... وقول النبي صلى الله عليه وسلم: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل، يبتلى الناس على قدر دينهم، فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه، ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه، وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ماعليه خطيئة. كل هذا وغيره من النصوص الكثيرة تجعل السالك على يقين أن هذا الطريق شاق تتخلله صعاب ومشاق توجب عليه الصبر عليها، والاحتساب، وسؤال الله أن يثبته حتى الممات. ومما يثبتك ويشجعك على المضي في هذا الطريق. النظر إلى بعض صور الابتلاء التي تحز في النفس وتقلق البال وتعكر صفو الحياة وتزيد في الضغط على المتدينات مما قد يسبب انحراف كثير من الأخوات وتخليهن عن التمسك بدينهن. لكن الحيقيقة أن كلام الناس في المتدينات- قدحا وشماتة وسخرية واستهزاء ظاهرة صحية!!! قد تستغربين ذلك ولكن إليك المسوغات: أولا: ينظر الناس إلى المتدينة نظرة عالية جدا، ويتكون في تصوراتهم معالي وقيم تحملها تلك المتدينة ويرون أنها تعيش في طبقة ومستوى لايستطيعون الوصول إليه. ويرون أن تلك المرأة تقوم بأعمال تعبدية متميزة وأخلاق عالية وتصورات رفيعة المستوى، ويرون أن تلك المرأة من أهل الآخرة ويتصورون أشياء كثيرة. لذا فهم إذا رأوا أو سمعوا من تلك الأخت ما يخالف مافي ظنونهم عنها يندهشون، ثم يطلقون العبارات التي هي نوع من الإنكار لوضع أو حال تلك الأخت. ومن ثم يتداولون الحديث عنها لاستغرابهم صدور هذا الشيء عن تلك المبرأة والمطهرة. هذا صنف من الناس. وصنف آخر يتحدث غيرة وحسدا لتلك المتدينة لعدم قدرته على مسايرتها والعمل بمثل عملها. وصنف ثالث غير متدين يتحدث ويحط من شأن المتدينة ليرفع من خسته بسب الخيرات. ثانيا: تسليط الناس الحديث على المتدينات نوع من الدعاية الإعلانية والإعلامية للفت النظر إلى ماهن عليه من تدين وتمسك مما يحمل غيرهن على سلوك مسلكهن، وهذا أشبه بما حصل للغلام المؤمن صاحب الأخدود- وقصته غير خافية وهي في الصحيح-. ثالثا: المتابعة والملاحظة الشديدة للمتدينات المتمسكات نعمة من الله تعالى حيث تحذر الواحدة منهن لأنها ملاحقة ومتابعة على كل تصرف قولي أي عملي أو اعتقادي، فتحاذر أن تقع في خطأ. رابعا: المكانة العالية التي منحها الله تلك االمتمسكة تكسبها فرحا وعزة وفخرا ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. وجهل كثير من الأخوات بهذه النقاط يجعلها تعيش مكسورة الخاطر حزينة القلب تتشكك في دينها ومسلكها فسرعان ماتنحرف وتضل. إذا فهل نرى الحديث فينا علامة صحة أو مرض؟!