سفاراتنا ومراكزنا الإسلامية.. مؤسسات للإعلام الديني
إذا لم يكن موجودا في الدول الإسلامية حتى الآن جهاز مخصص للإعلام الإسلامي فإن دراسة حديثة أكدت أن السفارات والمراكز الإسلامية في دول العالم شرقه وغربه- يمكن أن تلعب دورا حاسما في سد هذه الثغرة لو اتبعت خطة إعلامية شاملة تبدأ بتعديل في الهياكل الإدارية والتنظيمية لتحقيق أهداف الدعوة الإسلامية على أساس علمي، مرورا بخطط للتدريب والتثقيف وتطوير الوسائل الإعلامية، وحتى تقديم الخدمات والاهتمام بالفئات النوعية في المجتمع. أعد هذه الدراسة الدكتور محمد عبد القادر حاتم، أستاذ الإعلام غير المتفرغ بجامعتي القاهرة والأزهر ووزير الإعلام والثقافة المصري سابقا، تحت عنوان (الدعوة الإسلامية وأجهزة الإعلام..رؤية مستقبلية)، وفيها عرض عددا كبيرا من الأفكار والمقترحات التي يمكن من خلالها تنظيم جهاز الإعلام الإسلامي على الأسس الآتية: في مجال التنظيم: أن يعمل الجهاز الإعلامي الإسلامي - من حيث التنظيم- على اتخاذ إجراءات عملية لتحقيق ما يأتي:- 1.إنشاء أقسام مختلفة متنوعة المهام في شتى شؤون الدعوة، ومنها قسم للتخطيط وقسم للمتابعة. 2.تكوين مكتب فني من العلماء والخبراء المتخصصين في العلوم الإسلامية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية ليضعوا علمهم وخبراتهم في خدمة الدعوة وأساليبها ورسائلها في الداخل والخارج. 3.تخصيص مكتب أو قسم أو مجموعة من الباحثين لدراسة المشكلات والصعوبات التي تواجه تنفيذ برامج الدعوة، ووضع الحلول اللازمة لمواجهة هذه الصعوبات وإزالتها، وتصحيح المسار بالوسائل الممكنة كلما دعت الحاجة إلى ذلك. 4.تشكيل مجموعات عمل متخصصة لإعداد خريطة شاملة تتضمن قاعدة بيانات لكل منطقة من مناطق العالم توضح ظروف كل منها من حيث أوضاعها العرقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ومدى انتشار الإسلام فيها أو موقفها من الدعوة الإسلامية، وعلى ضوئها يمكن معرفة ما يناسبها في مجال الدعوة. كما يتم تخصيص خريطة للعقائد والنحل والملل المختلفة وأماكن انتشارها أو انحسارها ليهتدى ببياناتها عند إيفاد المبعوثين من الدعاة ليكونوا على بينة مما سيواجههم، وما يجب عليهم في هذا المضمار، مع وضع خريطة للبلدان التي تخضع أو تتأثر بهيمنة القوى العالمية الكبرى أو بنفوذها لتكون هذه الأوضاع في الاعتبار، حتى يمكن اختبار أسلوب الدعوة الملائم لها دون إثارة حساسيات سياسية أو مذهبية. 5.أن يعهد إلى قسم متخصص بمهام التنسيق بين الوزارات المعنية (الإعلام، التربية والتعليم، الأوقاف، العدل، وغيرها) وكذلك نقابات الصحافة والمؤسسات الإعلامية والثقافية في جميع البلاد الإسلامية، وذلك من أجل العمل على تحقيق أهداف رسالة الإسلام على المستويات المحلية والعالمية. 6.تكوين لجنتين على مستوى رفيع من الخبراء الإعلاميين في الإعلام الإسلامي؛ اللجنة الأولى تختص بالإعلام العام الموجه برامجه إلى الناس عامة في كل بقاع العالم، أما اللجنة الثانية فتختص بمهام الإعلام على مراحل في كل دولة، ويمكن اختصار هذه المراحل تبعا لظروف كل دولة ستوجه الدعوة إلى جمهورها بشرط ألا يكون هذا النشاط الإعلامي سريا حتى لا تكون عداوات رسمية ضد الإسلام. في مجال الاتصال والبث المرئي والمسموع: 1.الاهتمام بمعرفة الأساليب الإعلامية المتطورة التي تستخدم في أجهزة الإعلام الحديثة حتى تكون الموضوعات مشوقة مرغوبة تجمع ولا تفرق، تقنع العقول وتربط المستمع بما يقوله الداعي. 2.استخدام أسلوب الإعلام العلمي الإسلامي في اختيار الأفلام العلمية التي يمكن عرضها في التلفزيون لتنمي لدى المشاهد ملكة التأمل والتفكير في قدرة الله سبحانه وتعالى باعتبار أن الإسلام نشأ مساندا للعلم. 3. دراسة وسائل الاتصال الجماهيرية الحديثة مع الأخذ في الاعتبار تعددها وتنوعها وتطورها المتلاحق. 4.إنشاء محطة تلفزيون إسلامية في كل من الدول الكبرى لتدار من أجل الدعوة الإسلامية بطريقة إعلامية سليمة، فتبث باللغات الأجنبية للمتكلمين بغير العربية وباللغة العربية للجاليات الإسلامية، وهناك الكثير من الدول يمكنها شراء أو تأجير محطات إذاعية بها سواء المرئية أو السمعية، والعالم الإسلامي لا ينقصه المال، وإذا كان عالم الاتصال الجماهيري يستخدم الأقمار الصناعية التي يمكنها بث برامجها ويستقبلها مباشرة أي جهاز تلفزيوني في أو منزل دون رقيب فواجبنا إنشاء محطات تلفزيون متصلة بالأقمار الصناعية. 5.إنشاء وكالة أنباء إسلامية تبث الأنباء الصحيحة عن الدول الإسلامية، خصوصا مع وجود نوع من التعتيم الإعلامي الأجنبي فيما يتصل بإنجازات الدول الإسلامية وتقدمها، ويمكن في هذا الإطار تفعيل وكالة الأنباء الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي وضخ الدماء في عروقها، وتنشيطها كمصدر للأخبار الدقيقة والمتكاملة الأركان التي تعتمد عليها الصحف ووكالات الأنباء. 6.يقوم جهاز الإعلام الإسلامي بمتابعة يومية سريعة لكل ما ينشر أو يذاع في جميع وسائل الإعلام المختلفة ويصحح كل ما يقال من معلومات غير سليمة عن الإسلام، وكذلك الرد على كل الدعوات والاتجاهات المضادة له. 7.العمل على إعداد نماذج لبرامج إذاعية وتلفزيونية فيما يمكن أن يسمى النموذج الإسلامي في مجالات الترويح والترفيه، وكذلك في مجالات الثقافة الرفيعة المشوقة من المسلسلات والروايات المحببة التي يفضلها المشاهد، فكثير من المشرفين على برامج التلفزيون والإذاعة في حيرة بسبب عدم وجود البديل الذي يتفق مع الروح الدينية، لذلك فإن الأمر يحتاج دراسة عميقة لاقتراح البرامج الإسلامية المشوقة لتعطى الحلول الإيجابية لهذه المشكلة. 8.تعتبر الأفلام السينمائية وأفلام الفيديو والتمثيليات التلفزيونية من الوسائل الفعالة التي يعول عليها في شرح الإعلام الإسلامي بما يمكن أن تقدمه من مسلسلات تاريخية عن الإسلام والشخصيات الإسلامية ودورها الإنساني والاجتماعي في الحرية والمساواة والعفو والتسامح والتعامل مع أسرى الحروب بالرأفة والمودة، وما تتمتع به من علم وخلق رفيع المستوى، لذلك يجب على الجهاز الإعلامي الإسلامي أن ينشئ قسما خاصا بهذه الأفلام والمسلسلات التلفزيونية لتؤدي دورها كوسيلة إعلامية تتلاءم مع العصر الحديث. في مجال إعداد المبعوثين: 1.إنشاء جماعة للدعوة في كل دولة من الدول الإسلامية لتقوم بهذا الفرض. 2.أن تكون هناك تربية دينية من خلال مناهج وبرامج ملائمة لكل المهن كالطب والتجارة والتعليم وغيرها، بحيث يمكن تخريج أطباء وتجار واقتصاديين في البنوك ومعلمين وأئمة لديهم القدرة على القيام بالإعلام الإسلامي مع فهمهم التام لمهنتهم الأصلية ولأصول الإسلام. 3.إنشاء أقسام في الجامعات للدعوة مع التربية الدينية وأصول الإعلام الإسلامي واتباع أساليب القران الكريم في الإعلام. 4.إنشاء أقسام لتدريس اللغات الأجنبية والمصطلحات الدينية مع تعليم الإعلام في القرآن وأساليبه، وذلك في أقسام الدعوة الإسلامية في جهاز الإعلام الإسلامي مع تدريس العادات والتقاليد الاجتماعية للدول التي يرسل إليها الدعاة حتى يعرفوا كل أحوالهم الاجتماعية، كما تشمل الدراسة علم النفس والإعلام والنظم السياسية ودروس الخطابة والحديث والتفسير والفقه وعلم الأديان المقارن، بجانب دراسة كل ما يقوله ويكتبه أعداء الإسلام مع كيفية الرد عليهم بالحجة والمنطق والمجادلة الحسنة والعشرة الطيبة والرفق والمودة. 5.أن يختار هؤلاء المرشحون للقيام بالدعوة من خيرة المتقدمين خلقا وسيرة باعتبارهم قدوة يحتذي بهم السامعون لهم والمراقبون لعملهم. 6. أن تمنح لهم شهادات بعد امتحانات خاصة تجيز لهم القيام بالدعوة والاطمئنان لمستواهم، فعملهم هو تبليغ رسالة إمام المرسلين والدعوة الحق والصراط المستقيم. 7.أن يكون من مهام الجهاز توعية الدعاة وخاصة المبعوثين منهم بأن يراعوا عدم التفريق في دعوتهم بين الأغنياء والفقراء، وأن يكون أسوتهم في كل شئونهم شخص النبي صلى الله عليه وسلم من حيث الصبر والحكمة وحسن الخلق واستمالة النفوس بالمودة والرحمة، وقد يقابل الدعاة المبعوثين بعض المتعصبين فلا يجوز الاصطدام بعنادهم، وليمض الدعاة في دعوتهم بالحسنى فلا يطيلوا معهم المجادلات فهي غير مفيدة، ولنتذكر قول الله تعالى 64831;وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون? الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون 64830; الحج68، 69.. كما يجب أن يأخذ الدعاة من أعمال النبي صلى الله عليه وسلم مثلا يحتذى، بأن يخلصوا في الدعوة دون سعى إلى شهرة أو منفعة ذاتية ولا طمعا في جاه أو مال لأنه إذا استشعر المرسل إليهم أن للدعاة مأربا شخصيا أو منفعة ذاتية أو مطمعا دنيويا فهنا تسقط أسس الدعوة كلها، فغير المسلم ينظر إلى الدعاة المسلمين على انهم يطبقون خلق القران الكريم. 8. يحسن الأخذ بالتخصص النوعي بالنسبة للدعاة المبعوثين بحيث يفضل في الإيفاد إلى أوساط الأطباء أن يكون الداعي طبيبا درس الإعلام، وفي الإيفاد إلى أوساط المهندسين أن يكون الداعي مهندسا وهكذا، فإذا لم يتيسر وجود الداعي من مهنة المرسل إليهم فيرسل الداعي المثقف الملائم للجماعة التي سيتحدث إليها. 9.الاهتمام ببعث الدعاة إلى البلاد الإسلامية التي تمس حاجتها إليهم، وكذلك إلى البلاد الأجنبية التي تسمح أوضاعها بذلك، على أن يكون هناك تعاون بين الدول الإسلامية ذات القدرة المالية وتلك التي لديها الطاقات البشرية المدربة والمؤهلة. 10.وضع قواميس باللغات الأجنبية للمصطلحات الإسلامية حتى يمكن أن يعرفها الداعي ليستخدمها في أعمال الدعوة. في مجال التعليم والتثقيف: على الجهاز الإعلامي الإسلامي القيام بمهمات عديدة وضرورية في هذا المجال من بينها ما يأتي:- 1.وضع مناهج تعليمية دينية مبنية على فهم عقلية الطالب مراعية مقدرته في الاستيعاب لهذه المناهج وعلى قدر سنه ومستواه التعليمي على أن تتناول هذه المناهج الرسالة السماوية عقيدة وشريعة وأخلاقا. 2.تكليف مجموعة من العلماء بدراسة كتابة التاريخ الإسلامي بما يجلي أمجاد الأمة الإسلامية، على أن تكون الدراسة على مستويات متنوعة بحيث تفيد الطالب في مراحل التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي وما بعد الجامعة. 3.دراسة إمكان إنشاء كليات إعلام إسلامية تدرس فيها علوم الإسلام والإعلام الإسلامي، والنظريات الإعلامية المختلفة والعلوم السياسة والمذاهب الفكرية والسياسية والاعتقادية المعاصرة والعلوم المقارنة للأديان، على أن يكون الاختيار للطلبة المتقدمين دقيقا، لا يقبل بها إلا كل من يتوفر فيه الاستعداد المطلوب والمواهب والأخلاق والصفات الحميدة. 4.إخراج موسوعة معارف عامة إسلامية في أحجام مناسبة، سواء المطولة منها أو الموجزة، ضرورة إسلامية يجب على الجهاز الإعلامي الإسلامي القيام بها، وبالنسبة للموسوعات الموجزة يراعى الحجم ويسر ووضوح الأسلوب وحسن الإخراج ودقة المعلومات، بحيث تكون بمثابة الصديق للشباب المسلم مع العمل على ترجمة هذه الموسوعات إلى اللغات الأجنبية. 5.إصدار نشرة ميسرة تشتمل على تعاليم الإسلام التي تحقق إصلاح حال العباد فيما بينهم وبين ربهم، وإصلاح حال العبد فيما بينه وبين نفسه، وإصلاح حال المجتمع الإسلامي، وواجب الفرد نحو أسرته ومجتمعه، وعلاقة المجتمع الإسلامي بالدول الأخرى. 6.إصدار مجلة علمية إسلامية بأسلوب طباعي متميز تهتم بعرض المكتشفات العلمية، والتطورات التكنولوجية العالمية، وكذلك التقدم والتطور العلمي في البلاد الإسلامية إلى جانب الأبواب المتخصصة في شتى المعارف الإسلامية. 7.إقامة معارض دائمة وموسمية للكتب الإسلامية المؤلفة باللغة العربية واللغات الأجنبية، وكذلك الكتب المترجمة التي تتناول الإسلام والمسلمين. 8.تشجيع إقامة المسرح الإسلامي في المدارس والجامعات، بحيث يمكن تقديم مفاخر التاريخ الإسلامي من خلال عروضه وكذلك عرض هذه الجوانب في مسلسلات وروايات بها بعض أعمال وبطولات وأمجاد الشخصيات الإسلامية. 9.عقد ندوات دينية في المدارس والنوادي والمساجد تناقش شؤون الدين والحياة برحابة صدر وبأسلوب علمي ومجادلة حسنة، لا تعصب فيها ولا سيطرة ولا إكراه، بل حرية تامة في المناقشة تربط مسائل الدنيا بمسائل الدين، فالإسلام دين يتلاءم مع كل عصر وكل مكان، على أن يتاح في هذه الندوات التي تعقد للشباب عرض كل الشكوك التي تساورهم، ثم تحصر هذه الشكوك حصرا مستوعبا، وتدرس مصادرها ومصادر الضعف فيها، والتي تخفى على عقول الناشئين، ثم تناقش مناقشة واضحة حية تظهر ضعفها وزيفها وتنجي الشباب من شرها وضررها. 10.تأليف رسائل مبسطة كخطب الجمعة والمحاضرات بأساليب إعلامية تربط الدين بالحياة، وتتناول نظريات العلاقات الإنسانية في الإعلام والتكافل الاجتماعي والعبادات والمعاملات السهلة الإدراك لينتفع بها عامة خطباء المساجد. 11.ضرورة العناية بمكافحة الأمية في البلاد العربية، فانتشارها يمثل وصمة في جبين الأمة الإسلامية، بينما هي قادرة بالمال والأخصائيين على القضاء على هذه الظاهرة الكامنة وراء التخلف. 12.أن يقوم الجهاز بجمع التراث الإسلامي وتصنيفه وتحقيقه وتسجيله في أجهزة كمبيوتر ليمكن الانتفاع به على طول المدى، مع ترجمة الصالح منه بواسطة ديوان الترجمة الإسلامي، ولا ننسى في هذا المجال أن كتب النهضة الإسلامية وأئمة العلماء المسلمين وما قدموه من ذخائر علمية في شتى العلوم جعلت بلاد العرب والشرق تقتني هذه الذخائر، مما يقتضي أن نكلف الجهاز الإسلامي بإنشاء قسم للتوثيق خاص بالتراث الإسلامي وكذلك اختيار بعض ما جاء في التراث وإصداره في نشرات ميسرة. في شأن المرأة: 1.تشجيع تعليم الفتاة التعليم الديني السليم مع العناية بشئون البيت باعتباره المدرسة الأولى، وربة البيت هي التي ستخرج المسلم المؤمن بدينه عقيدة وشريعة وأخلاقا، وأن يكون هذا النوع من التعليم مؤهلا المرأة للقيام بوظيفتها وأداء رسالتها في الحياة. 2.إن المرأة المسلمة الداعية لدين الله يمكن أن تتعلم أصول الإعلام الإسلامي، وتبين للشعوب المختلفة ونسائها أن المرأة في الإسلام لها دور هام اجتماعي وإنساني، وقد قامت بهذا الدور في صدر الإسلام وأنها بدورها الإنساني يمكنها أن تكون قدوة للنساء في العالم بحسن خلقها وعملها الصالح الذي يتفق مع مبادئ الإسلام الحنيف. 3.يلزم أن تبين أن الإسلام دين إنساني عالمي، وعقيدته شاملة عامة تجمع كل الأجناس تحت لوائها، وأن تعاليمه تبث العزة والكرامة والإنسانية، وأنه دين تحضر وعلم، كما أنه يفي بجميع مطالب الإنسان الروحية والبدنية. 4.لا ريب أن إعداد المرأة لتكون داعية يتيح لها أن تؤدي دورا هاما في المجتمعات النسائية، وبذلك تتحقق النهضة النسائية الرشيدة التي تهدف إلى تحرير المرأة من القيود الثقيلة التي كبلتها قرونا طويلة لتسير مع الركب الناهض لبناء نفسه من جديد. في مجال الخدمات: 1.إنشاء جمعيات تعاونية إسلامية هدفها المعاونة في الحصول على الغذاء والكساء والمسكن والعلاج والتعليم دون استغلال، فإن مثل هذه بالجمعيات التي يمكن أن تنشئ المصانع والمتاجر ستؤدي دورا إعلاميا وخدمة إسلامية ضرورية. فالذي ينقصنا هو التعاون ويلزم أن يتجسد في مشروعات إنتاجية أو خدمية إسلامية. 2.الاهتمام بالخدمة الاجتماعية باعتبارها ركنا أساسيا من أركان الديانة الإسلامية، وإن كانت لا تتمتع في حياة المسلم المعاصر بالمكانة التي يجب أن تتبوأها، فمؤسسات الخدمة الاجتماعية الإسلامية قليلة إذا قيست بنظائرها لدى الأمم الأخرى. 3.وفي هذا الاتجاه: يجب التوسع في إنشاء خدمات اجتماعية واقتصادية إسلامية، ومصحات علاجية ومراكز للتدريب والرعاية الاجتماعية وبنوك إسلامية ومجمعات خيرية وتعليمية وثقافية. ويلزم أن نبين أن الزكاة ليست التكليف الإسلامي الوحيد، فقد طالب الله عز وجل المسلمين بالصدقة أيضا، وحثهم على بذل المال في جميع طريق الخير. 4.العمل على إقامة المساجد المتكاملة الأغراض، فتقام إلى جانب أروقة الصلاة قاعات حفظ القرآن وقاعات الندوات وغيرها، وتهيئتها تهيئة كاملة سواء في البلاد الإسلامية أو الأجنبية لتكون مكانا للعبادة والتعليم والتعارف، وبذلك تؤدي رسالة الإسلام في الخدمات الدينية وكذلك في الخدمات الحياتية التي يتطلبها العصر. 5.إن للجهاز الإعلامي الإسلامي دورا هاما في مقاومة الجرائم الاجتماعية، وذلك بأن يوضح رأي الدين في هذه السموم القاتلة مثل المخدرات وغيرها، ومثل اللامبالاة والكسل وعدم الإنتاج والإسراف في الإنفاق والبذخ الذي يفعله البعض في الدول الغربية مما أصبح عملا مؤذيا للشعور الإنساني ومسيئا إلى الإسلام. في مجال العلاقات الإسلامية: 1.السعي الدائب إلى تحقيق الوحدة القوية بين المسلمين وإلى التقريب بين المذاهب المختلفة، وإلى تطهير المجتمع من الأفكار الضالة والفلسفات الملحدة لكي يقف المسلمون صفا واحدا أمام التكتلات والمؤامرات المعادية للإسلام والدول الإسلامية. 2.البعد عن الخلافات التي أضاعت جهد ووقت المسلمين وفرقتهم شيعا وأحزابا وأبعدتهم عن الصراط المستقيم وينبغي أن يكون الجهد كله للإعلام الإسلامي الذي هو بمرتبة الجهاد. 3.القيام بالمساعي الحميدة لفض المنازعات بين الدول الإسلامية، وكذلك إرسال الإرشادات القويمة إلى بعض الشعوب الإسلامية التي لا تلتزم تعاليم الإسلام، على أن يكون الإرشاد بأسلوب الأخوة الإسلامية بعيدا عن التدخل في الشئون الداخلية أو الاستيلاء أو السيطرة، فإن ما نراه ويراه غير المسلمين من أحوال الشعوب الإسلامية التي يحارب بعضها بعضا يعطي صورة غير محمودة تستغل ضد الإسلام والمسلمين، فواجب جهاز الإعلام الإسلامي القيام بدور هام في هذا المجال حتى لا ينسب ما يحدث إلى الإسلام، ويكون مثلا سيئا ودعاية ضد التعاليم الإسلامية التي هي منه براء. 4.إرسال النشرات الإسلامية إلى السفارات الإسلامية، ويلزم أن يكون أفراد السفارات قدوة إسلامية، فالعالم الأجنبي يرى الإسلام من خلال سلوك المسلمين ولا سيما أعضاء سفارات الدول الإسلامية. 5.إن دولا إسلامية كثيرة لا تعرف شعوبها اللغة العربية مثل باكستان وبنجلاديش وغيرها، وهؤلاء يطلبون آلافا من المدرسين للغة العربية، وواجب جهاز الإعلام الإسلامي أن يسارع بمد هذه الدول بالمدرسين للغة العربية والدارسين للإسلام وأسلوب الإعلام الإسلامي السليم.