عام عام السياحة البيئية!!

في عام 2000م أعلنت منظمة الأمم المتحدة ان عام 2002م هو عام السياحة البيئية، أي السياحة التي تسعى إلى تحقيق توازن ونظافة بيئية، ويقول السيد كللاوس توبفر المشرف على برامج المحافظة على البيئة في الأمم المتحدة إن الهدف من هذه الفكرة تنشيط وتطوير فكرة تحويل السياحة إلى عوامل المحافظة على البيئية، بعكس ما هو معروف حاليا بأن السياحة هي على عداء مع البيئة. وهو يقصد أن الكثير من برامج السياحة الحالية لا تعطي العامل البيئي أي اعتبار، بل إن السياحة كثيرا ما تتدخل في التنظيمات البيئية الطبيعية، فإن مشاهدة الحيوانات في أفريقيا على طبيعتها أمر سياحي تغطيه برامج سياحية عديدة، ولكنها في الوقت نفسه تسعى أو تتسبب في تغيرات بيئية كبيرة، فالحيوانات بدأت تستأنس السيارات والإنسان، وهذا مناف لطبيعتها، وسعت منظمات البيئة إلى وضع طرق خاصة ومعينة في البراري والمحميات لا تتجاوزها السيارات، ليكون وجود الإنسان والسيارة هو من الأشياء الطارئة، وليس من الأشياء المتواجدة بكثرة في حياة الحيوان. فهنا يمكن الجمع بين السياحة والمحافظة على البيئة الطبيعية لحياة الحيوان. مشاهدة الحيتان بدلا من صيدها يطالب المنظمون لحملة إنقاذ الحيتان من الإبادة بحملة سياحية كبيرة لنقل السياح الى أماكن تواجد وتجمع هذه الكائنات البحرية الكبيرة ومتابعة رحلاتها، وذلك لحمايتها من صيادي الحيتان، أي أن هناك رغبة في تحويل السياحة إلى مظاهرة لحماية هذه الحيتان التي أوشكت على الانقراض، وهو يقول إن عددا يقدر بالملايين يشاهدون هجرة وتنقل هذه الحيوانات في البحار والمحيطات، ويطالب بأن تكون السياحة لمشاهدتها وليس لصيدها. الشواطئ النظيفة تشكو المنظمة من عبث الإنسان في الشواطئ البحرية، حيث إنه يحولها إلى منتجعات سياحية، ملغيا بذلك وغاضا الطرف عن خصائص بعض الشواطئ التي تبحث عنها السلاحف، أو الطيور لوضع البيض والتكاثر، إضافة إلى المواد السامة والمعكرة للمياه المجاورة لهذه الشواطئ حيث تستخدم البحار في كثير من الدول استغلالا بيئيا سيئا. ومنها الشعب المرجانية والتي توجد في مناطق عديدة من العالم، وأصبحت مزارا للسياح والغطاسين الذين لا يهمم التأثير البيئي السيئ لما يقومون به من تدمير لهذه الشعب والتي احتاجت الى مئات السنين لكي تنمو وتتكون. ويرى أن تقوم برامج سياحية مكثفة للمناطق التي يحافظ فيها على البيئة، وتقاطع الأماكن التي لا تحترم، أي ان الأمم المتحدة ترغب في إنشاء قائمة بالأماكن الصديقة للبيئة وقائمة للاماكن السياحية غير المتوافقة مع برامج البيئة والحفاظ عليها. ومن الاقتراحات المقدمة في تنظيف الشواطئ، تقديم رحلات رخيصة وتشجيعية للطلبة في مشاريع تنظيف الشواطئ والحفاظ عليها وخاصة في فترة الربيع، حيث يتجمع آلاف الطلاب على الشواطئ الأمريكية في إجازة الربيع. وبإمكانهم تحويل الشواطئ إلى أماكن ترفيه بحرية جميلة وصحية. عدم تغيير الطبيعة هو الهدف إن برامج الأمم المتحدة فيما يخص السياحة هو سعيها للحفاظ على الطبيعة كما هي، وحماية الحيوان والنبات من اعتداءات الإنسان عليها، ويرون أن في السياحة وسيلة تعريف ووسيلة تدمير، لذا فإن التوجهات الحالية هي في تدعيم السياحة المساعدة على تبني السياسة الخضراء، أي تقديم السياحة للسائح ليس على حساب الحيوان أو الطبيعة. وقد وضعت الأمم المتحدة مناطق عديدة من الشواطئ والغابات وجعلتها مناطق محرمة على البناء والاستثمار السياحي، فقد حاول بعض المستثمرين بناء فنادق في جزر عديدة حيث تتوالد عجول البحر وكلابه، إلا أن ذلك لاقى معارضة لأن هذه محميات طبيعية، ولا ينبغي أن يتواجد الإنسان بكثرة في هذه المناطق، لأنها تمنع الكائنات البحرية من حقها الطبيعي في العيش بعيدا عن الإنسان الذي يلاحقها ويحاصرها سواء للدراسة أو للفرجة عليها أو لأكلها. حملة تعريف تسعى المنظمة الدولية لتشجيع السياحة الخضراء، لذا فإنها ستضع قائمة من الخصائص والصفات العوامل السياحية التي ترى أنها تساعد على نشر ثقافة سياحية محافظة على البيئة، مثل برامج سياحة مشاهدة حياة الدببة في آلاسكا في شمال الولايات المتحدة الأمريكية، ومشاهدة الطيور في بريطانيا والتي أصبحت تتم بدون إزعاج أو تدخل في حياة الطيور، حيث يتم نقل تصوير حي للشاطئ وما عليه من طيور بواسطة كاميرات مخفية، ويشاهدها السياح في أماكن خاصة بهم بالقرب من الشاطئ، وكأنهم يشاهدون لعبة كرة قدم. وستعطي الأمم المتحدة الشركات والبرامج السياحية الحريصة على اتباع برامجها أو التي تأتي بجديد شهادة براءة وشهادة ارتباط بيئي، سيجعل الشركة تفخر به وتجعله من ضمن إعلاناتها وكأنها وسام للشركة، وهو فعلا سيكون كذلك، وستكون الشركات السياحية النشيطة في الاهتمام بالبيئة في قائمة، تهتم بها الأمم المتحدة، وستكون في نشراتها التي تطبع وتوزع في كل أنحاء العالم، وستفضلها على غيرها من الشركات والمؤسسات في تقديم الخدمات لها أو لمن يرغب.